كتب - محرر الاقباط متحدون
قال قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان خلال مشاركته في لقاء مسكوني وما بين الأديان مع جميع القادة الدينيين في منغوليا :" تحدثت عن مدى انبهاري، خلال استعدادي لهذه الزيارة، بالمنازل التقليدية التي يكشف من خلالها الشعب المنغولي عن حكمة متجذرة في آلاف السنين من التاريخ. في الواقع، تشكل الـ "Ger" فسحة بشرية: تتم في داخلها حياة العائلة، إنها مكان للألفة واللقاء والحوار حيث، حتى عندما تكونون كثيرين، تعرفون كيف تفسحون المجال لشخص آخر. ومن ثم فهي نقطة مرجعية ملموسة، يمكن التعرف عليها بسهولة في المساحات الشاسعة من الأراضي المنغولية؛ إنها دافع رجاء للذين ضلوا طريقهم: إذا كان هناك "Ger" فهناك حياة.
نجدها مفتوحة على الدوام ومستعدّة لاستقبال الصديق وإنما عابر السبيل أيضًا وحتى الغريب، لكي تقدموا له الشاي الساخن الذي يعيد إليه قواه في برد الشتاء أو الحليب المخمر البارد الذي ينعش في أيام الصيف الحارة. هذه هي أيضًا خبرة المرسلين الكاثوليك، القادمين من بلدان أخرى، والذين تمَّ استقبالهم هنا كحجاج وضيوف، ويدخلون بتحفُّظ هذا العالم الثقافي، لكي يقدموا شهادة متواضعة لإنجيل يسوع المسيح.
تابع البابا فرنسيس يقول بالإضافة إلى الفسحة البشريّة، تذكّر الـ "Ger" بالانفتاح الجوهري على الإلهي. ويتمثل البعد الروحي لهذا المسكن في فتحته نحو العلى، بنقطة واحدة يدخل منها النور، على شكل كوة مُقسّمة إلى أجزاء. وهكذا يصبح الداخل عبارة عن مزولة شمسية كبيرة، يطارد فيها النور والظل بعضهما البعض، وتشير إلى ساعات النهار والليل. هناك تعليم جميل في هذا: إن معنى الوقت الذي يمرُّ يأتي من العُلى، وليس من مجرد تدفق النشاطات الأرضية. وفي أوقات معينة من السنة، ينير الشعاع الذي ينفذ من الأعلى المذبح البيتي، مذكرًا بأولوية الحياة الروحية. وهكذا يذكّر التعايش البشري الذي يتمُّ في الفسحة الدائريّة باستمرار إلى دعوته الروحية العمودية المتسامية.