د. أمير فهمى زخارى

وقماش الكستور والزي الموحد اللي كنا نلبسه كلنا واحنا أطفال...
احنا الجيل اللي طلعنا لقينا أهالينا وأجدادنا بيصرفوا القماش الكستور على بطاقة التموين مع  الزيت والشاي والسكر وكوبونات الجاز...
وتلاقى البنت وأمها لابسين نفس القماشة المنقوشة بالورد ...والأب وولاده لابسين نفس البيجامة الكستور المقلمة. 
وتلاقى الجدة أو الأم عندها مكنة بتخيط  عليها ... ولو الأم معندهاش الموهبة دي...كنت لازم حتلاقي واحدة من صاحبات الأم  بتعرف تخيط والكل في العيلة بيروح يفصل عندها..
 
كنت تفتح التليفزيون تلاقي الممثلين لابسين نفس اللبس اللي انت لابس منه ، ويمكن  نفس اللون ونفس النقشة (مع المقال صور للممثلين فى فيلم أم العروسه لابسين من قماش الكساء الشعبى)، وحتى رئيس الجمهورية نفسه كان بيلبس نفس البيجامة الكستور اللي بيلبسها أي مواطن في الشعب بتاعه (مع المقال صوره الرئيس جمال عبد الناصر وهو لابس بيجامه كستور). 
ما كانش فيه عقدة البراندات ولا الماركات....كانت الغالبية العظمى راضية بحالها ومبسوطة.. 
حتى الصابونة اللى بيغسلوا  بها الغسيل والهدوم  .. ويبشروها عشان  يعرفوا يغسلوا بها ويوفروا المسحوق اللي كان يدوب سافو  و رابسو .....كانت الأمهات بتعملها وتصنعها في البيت  !!
 
احنا ولاد الجيل اللي دفع  التمن غالي ؛ صبر  وتضحية في نكسة وحروب ....واتربينا على الصبر  والقناعة..
فتلاقينا النهاردة مش مفزوعين  ولا مرعوبين من غلاء ولا  أزمة اقتصادية .... 
عشان احنا اتربينا نعيش بأقل  امكانيات .. وبأعلاها برده ....وفي الحالتين بنشكر ونقول الحمد لله ....
وحاليا بنربى ولادنا نفس التربية ....رغم انه بقى صعب تعمل كده .....وسط  ثقافة مجتمع استهلاكي مفتوون بالتقليد الأعمى والفشخرة ...وجيل مرفه معندوهش صبر وعايز كل حاجة بسرعة وسهولة وفي يوم  وليلة... مش كده والا إيه... تحياتى للجميع.