حمدي رزق
حسنا فعلت شركة «أوراسكوم للتنمية»، المالكة لمشروع مدينة «الجونة»، بإصدار بيان ناف لامتلاك عائلة الرئيس الأوكرانى «فولوديمير زيلينسكى» فيلا فى المدينة.
نصا من البيان «هذه المعلومات غير صحيحة على الإطلاق، ولا يوجد أى سجل يشير إلى أن زيلينسكى أو أيًّا من أفراد عائلته يمتلكون أى ممتلكات فى مدينة الجونة».
هذا الخبر الكاذب نموذج ومثال على نوعية الأخبار الفاسدة التى يتعاطاها رواد الفضاء الإلكترونى، وجبة فاسدة ملفوفة فى رغيف ساخن، غرقانة كاتشاب وبهار حار، تطير صوابك.
رغيف كبدة فاسدة غير معروف مصدرها، لا تكلف مصدرها (مصدر الخبر) كثيرا، صورة وكلمتين، وابحث أنت عن فيلا «زيلينسكى» وابقى قابلنى فى الجونة؟!.
تخيل، صورة لفيلا مملوكة (حاليًا) لعائلة مصرية بالضرورة، ليست من فيلات المشاهير حتى لا ينكشف فبركتها، تُشيّر فى الفضاء الإلكترونى على أنها فيلا عائلة «زيلينسكى»، ولحبك الكذبة بحقارة يرفق بها صورة العقد (المزور).
إدينى عقلك، فيه حد قاعد على القهوة شاف الجونة ولا شاف فيلاتها، ولا اطلع على العقود.. اهتبال العقول صنعة واحتراف، واستحلال الجهل بالجونة لتمرير الكذبة المفضوحة.
مدينة الجونة تشدد على أنه لا صحة لهذه الصور، وأن نموذج عقود الشركة لا يمت لهذا الشكل بأى صلة.. (من بيان الشركة).
صورة ليست بريئة على الإطلاق، ولا يكتفى بالنفى، وراء الأكمة ما وراءها، فبركة هذه الصورة والعقد وتشييرها فى هذا التوقيت الحرج من الحرب (الاوكرانية/ الروسية)، ليس من صنع هواة يلهون على الموبايل، ولا شغل ثلاث ورقات فى سوق الثلاثاء، خلف هذه الصورة كلام كبير.
جد ليست صدفة، ولا تزجية وقت فراغ على كافيه فى التجمع، ولا حكيا على مقهى شعبى فى الناصرية، شغل كبير، كبير قوى، وعلى ميه بيضاء، أخشى شغل أجهزة استخباراتية عالمية.. مش بكبر الليلة لا هى كبيرة قوى.
معلوم، الجونة أصحابها مشاهير، وتمتلئ بملاك من المشاهير، ساسة ورجال مال وأعمال وفنانين وجميعهم مقتدرون، الفيلات بملايين، ملاك من جنسيات، مصريين وعرب وأجانب، مدينة سياحية جاذبة، ومرتبة جيدا.
لماذا استهداف الجونة (جونة ساويرس) وللرجل موقفه من الحرب الأوكرانية، منشور على تويتر، بفرية فيلا الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى»؟!،
ليس هزوا ولا على سبيل العبث، وليست كذبة عادية، استحضار اسم ملكية الرئيس الأوكرانى «زيلينسكى» لفيلا فى مدينة (الجونة) المصرية، يثير علامات استفهام غفل عنها بيان المدينة.
صحيح وكما هو شائِع، معروف بين جميع النَّاس، وفى سوق العقارات العديد من المشاهير يقومون بشراء العقارات عن طريق الشركات المحلية والعابرة، إلا أن المدينة (الجونة) كما علمنا (من البيان) تصر على معرفة المالك النهائى للعقار، والجهات التى تسجل الملكية فى مصر تتحرى الملكية بأوراق ثبوتية ببيروقراطية حميدة تدقيقا وتوثيقا.
التساهل مع مثل هذه الشائعات جد خطير، زيلينسكى ليس شخصا عاديا، رئيس فى حالة حرب، وملء السمع والبصر، خبر مفبرك مثل هذا لف العالم، ربط زيلينسكى فى هذا التوقيت بمصر باعتبارها مقصدا لعائلته يحمل إيحاءات سياسية مفخخة، حسنا تم تفكيكها نفيا قبل أن تنفجر فى وجوهنا.
نقلا عن المصرى اليوم