مدحت قلادة
" مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟" آية (2 كو 11: 29)
أنتمي بعقلي وقلبي ومشاعري لكنيستي القبطية فيها تعلمت الإيمان و تتلمذت علي اباء عظام و خدام امناء، ثم التحقت باعداد الخدام اصبحت خادم " مدرس في مدارس الاحد لأسرة ابتدائي ثم ثانوي و الاجتماع العام ، وشماس بدرجة اغنسطوس ، فضل كنيستي في تكون شخصيتي عظيم ، ثم التحقت بالكلية الاكلريكية وكان قداسة البابا مثلث الرحمات يعطينا لاهوت رعوي درست سنة اولي وثانية وسافرت الي سويسرا قبل السنة النهائية
اذكر هذه المقدمة لاثبت واؤكد افتخاري بانتمائي لكنيستي القبطية فانا بكل فخر ابن الكنيسة وافتخر بانني ابن لها
بالطبع انا ليس كاملا ولي سقطاتي و ضعفاتي و ومازالت احاول جاهدا في حياتي الي ان اكمل غربتي بسلام.
تعلمت في الكنيسة الحب والخدمة والرعاية والحب هو اعظم صفة في ايماننا المسيحي لذلك قيل في كتابنا المقدس " "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ." " يو 13:15 " . ومثال ذلك مخلصنا الصالح الذي قدم ذاته حبا علي الصليب
تعلمت في كنيستي ان صفات الراعي الصالح يقود خرافه المرعى ويجتهد في البحث عن
احتياجاته قطيعه ليحميه من الجوع والبرد لئلا يفقد أحد خرافه، وهذا دليل على عناية المسيح بالرعية والسهر الدائم لاجلهم، "الرب راعى فلا يعوزنى شئ"
وبكل اسف اجد ان مفهوم الرعاية اختلف تماما بل اصبح الراعي ليس راعيا بل سيدا غائبا لايعلم شيئا عن رعيته !! واصبح الكل يتحدث ويعظ وللاسف كلمات العديد منهم بعيدة عن خدمته شخصيا
اري اساقفة صلي عليهم قبل الرهبنة صلاة الموت عن العالم ولكن اعمالهم تثبت انهم يسعون لموت رعيتهم فاصبحوا اساقفة علي كراسي وليس علي نفوس ، اتذكر العديد من المواقف لرعاة تركوا رعيتهم للذئاب الخاطفة للاسف مع تزايد اعداد الخطف القبطيات او الاغراء اري اساقفة الابرشيات صامتين غير مبالين بل خائفين !!!!!!!! ممن تخاف ؟ لماذا تخاف ؟ ليس المطلوب ان تعمل في السياسة ؟؟ بل المطلوب منك كراعي تحدث ولا تصمت ؟ ارفض تأمر الاجهزة علي القبطيات ؟ اصرخ هذا لا يجوز؟ دافع عن رعيتك التي ستعطي عنها حسابا ، يوم تقدم حسابات وكالتك ،!!
الم تتذكر يوحنا المعمدان كيف كان قويا عظيما غاضبا ، الم تعظ يوما به شعبك وتمدح صفة الصدق وعدم الخوف !!!!حينما وقف امام الملك وقال له لا يجوز لك ؟ ارفع قضيتك التي هي قضية شعبك الي اكبر مسؤل في البلد !! الم تتعلم من بولس الرسول الذي رفع شكواه الي قيصر !! ممن تخاف؟ الم يصلي عليكم صلاة الموت؟ فلماذا تعيشون بدون الاهتمام برعيتكم ؟؟ ان كنت لا تستطيع ان ترعي الرعية عليك بالرجوع للدير ، فخلاص نفسك افضل من ان تتحمل دماء البسطاء
سيدي الاسقف لو كنت مكانك لاعلنت اعتراضي ورفضي لاعمال خطف الرعية ؟ لو كنت مكانك لصرخت مع داود النبي " إنى لا أدخل إلى مسكن بيتى ؛ ولا أصعد على سرير فراشى ؛ ولا أعطى نوما لعينى ؛ ولا نعاسا لأجفانى ؛ ولا راحه لصدغى ؛ إلى أن أجد موضعا للرب ؛ ومسكنا لإله يعقوب .مزمور 132 / 3 : 5"
سيدي الاسقف عليكم ان تنتبهوا انكم رعاة وان وظيفتكم السهر علي الرعية وان لم تكن قادرا فارجع لديرك فخلاص نفسك افضل بكثير من تحمل دماء الابرياء .
عليك البحث عن كل نفس حتي ترجع عليك بعدم التهاون وعدم الصمت علي كل ذئب خاطف عليك الاصرار بعودة جلسات النصح والارشاد لان هذا عملكم وعملك كمسئول ؟ ليس عملك ان ينادي الكل بسيدنا المبارك بل عليك اظهار عملك المبارك !!!!
للاسف هناك العديد من المواقف المخزية لأساقفة جلسوا علي كراسي واهتموا بالمجد الباطل وتركوا عملهم الحقيقي ،،، وتناسوا كلمات الكتاب " نائلين غاية إيمانكم خلاص النّفوس 1 بط 9 .
مقالي هذا يعبر عن حالة من الحزن والالم لمعاناة شعب الكنيسة من رعاة تركوا الرعية واكتفوا بالمجد الباطل
مقالي هو استنكار لصمتكم استنكارا لتخاذلكم استنكارا للضعف الذين انتم فيه
اخيرا تذكر انك مت عن العالم وانك ستقدم حساب علي كل نفس ضاعت تاهت فكم وكم ان كان بسبب تهاونكم بعدم دفاعكم عن الرعية
وتاكد ان مقالي لا يطلب منك ان تعمل بالسياسة بل ان تكون راعيا امينا
تاكد انك راعي واسقف علي نفوس وليس علي كرسي ،
نقلا عن الحوار المتمدن