محرر الأقباط متحدون
عبارة للقديس بولس السادس تساعد على فهم أسباب الزيارة التي سيقوم بها البابا فرنسيس لهذا البلد الآسيوي
مع اقتراب زيارة البابا فرنسيس الرسولية إلى منغوليا من ٣١ آب أغسطس وحتى ٤ أيلول سبتمبر ٢٠٢٣ نشر مدير تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانيّة أندريا تورنيلي مقالاً كتب فيه يستعد البابا فرنسيس ليزور منغوليا، زيارة "أرادها بشدة"، وكانت ضمن برامج القديس يوحنا بولس الثاني التي لم تتحقق، بعد أن أدى حضور المرسلين في أوائل التسعينيات إلى إعادة إحياء الجماعة المسيحي. إن الكنيسة التي ستحصل على عناق خليفة بطرس في قلب آسيا هي كنيسة "صغيرة العدد، لكنها حية في الإيمان، وكبيرة في المحبة". إذ لن يلتقي البابا فرنسيس بـ ١٥٠٠ كاثوليكي في البلاد فحسب، بل سيلتقي بذلك الشعب النبيل والحكيم بأسره وبتقاليده البوذية العظيمة.
تابع مدير تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانيّة يقول لماذا يذهب البابا إلى منغوليا؟ لماذا يخصص خمسة أيام من جدول أعماله (يومان سفر بالإضافة إلى ثلاثة أيام للإقامة) لزيارة هذه المجموعة الصغيرة من الكاثوليك؟ هل "الجغرافيا السياسية" لها علاقة بالأمر بما أنه سيسافر إلى دولة متاخمة للاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية؟ في الواقع، ليس للدافع إلى الحج إلى ضواحي آسيا آثار "جيوسياسية"، وهو بالتأكيد ليس من اختصاص حبريّة خورخي ماريو بيرغوليو.
أضاف مدير تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانيّة يقول في يوم الاثنين ٣٠ تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٧٠، قام القديس بولس السادس برحلة طويلة ليصل إلى جزر ساموا في المحيط الهادئ. أثناء الاحتفال بالقداس في قرية لولومويغا تواي، على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة أوبولو، وضع البابا مونتيني جانباً كلمة "نحن" المهيبة التي كان يستخدمها الباباوات وقال: "لا متعة السفر ولا حتى مصلحة أوصلتني إليكم: أتيت لأننا جميعًا إخوة، أو بالأحرى لأنكم أبنائي وبناتي، ومن العدل، كأب لعائلة، هذه العائلة التي هي الكنيسة الكاثوليكية، أن أظهر لكل فرد منكم أنه يحق له الحصول على المودة على قدم المساواة. هل تعرفون ما هو معنى "كنيسة كاثوليكية"؟ يعني أنها للكون كله، وأنها للجميع، وأنها ليست غريبة في أي مكان: وكل إنسان، مهما كانت أمته، أو عرقه، أو عمره، أو تعليمه، يجد مكانا فيها".
وخلص مدير تحرير دائرة الاتصالات الفاتيكانيّة إلى القول إنَّ الكنيسة هي مكان للجميع. الكنيسة، حيث الأولوية ليست الأرقام، وحيث لا يكون أحد غريبًا، مهما كانت لغته أو ثقافته أو شعبه أو أمته. إنها كنيسة الجميع، التي تحدث عنها البابا فرنسيس في لشبونة. بعد أقل من شهر من اليوم العالمي للشباب، عاد أسقف روما إلى المسير ليقول "لإخوته وأخواته المنغوليين" إنه "سعيد بالسفر ليكون بينهم كأخ للجميع".