بقلم: ابرام مقار
اتخيل الشيخ مرجان الجوهري بعدما قال ما قال بوجوب هدم الأهرامات وابو الهول وبعدما إنتهي من حلقته مع الإعلامي وائل الابراشي. خرج من مدينة الانتاج الاعلامي وذهب الي منزله وعكف طوال الليل علي البلاغات التي سيقدمها للنائب العام صبيحة اليوم التالي. فكتب بلاغين احدهما ضد الملك خوفو لبناءه هرم مخالفاً للترخيص والذي حوله من مبني خدمات الي دور عبادة «هرم» مخالفاً للترخيص وهو ما يعتبر مخالفة للشرع فوجب ازالة المبني محل النزاع. وكذلك بلاغ ثاني ضد ابو الهول لإذدراءه الاديان ودفع المصريين الي الرزيلة ومخالفة الشرائع بل وعبادته من بعض المصريين بما يحمل هذا من هدم للوحدة الوطنية وتكدير الرأي العام وتفشي الفحشاء في مجتمعنا المتدين .... وعليه قام السيد مرجان في صباح اليوم التالي بعد تظاهرة صغيره لمجموعة من تابعيه امام مكتب سيادة النائب العام تم تقديم البلاغات وتم احالتهما الي نيابة امن الدولة العليا طوارئ للتحقيق فيما يحويه البلاغان، وبناء عليه تم صدور امر ضبط واحضار «للملك خوفو» و «ابو الهول». فتوجهت علي الفور قوة الي منطقة الهرم للقبض علي ابو الهول وبمجرد وصولهم رأي ابو الهول ضوءاً وسمع صوتاً لكنه كان مختلفاً عن «الصوت والضوء» الذي اعتاد سماعه وياتي اليه الناس من كل انحاء العالم ليشاهدوه. فقد كان الصوت هو صوت السارينة البوليسية مع العبارات المعتادة مثل «المكان كله محاصر ومفيش داعي للمقاومة» والضوء قادم من سيارات الشرطة. عندئذ قام ابو الهول بتسليم نفسه ليركب «البوكس» وهو يتلقي عبارات الإهانة والضرب علي القفا من احد المخبرين وهو يقول له «اركب يا كافر» فيجيبه ابو الهول بصوت يبدو عليه الارهاق «يابني حرام عليك انا زي والدك وعيب كده» فيدفعه اخر داخل سيارة الشرطة وسط كاميرات وعدسات القنوات والصحف. وتوجهت مجموعة اخري للتحرير للقبض علي الملك خوفو وايداعه السجن ايضاً، وهناك تم حبسهم كلاً علي حده في حبس انفرادي حتي تحديد موعد لجلسة المحاكمة وهناك كان التالي
القاضي: المتهم الاول، اسمك وسنك وعنوانك
ابو الهول: الاسم ابو الهول، السن 4544 سنه، العنوان: شارع الهرم قرب «كباريه الليل» و «كباريه الإريزونا» بالجيزة
القاضي: ما هو ردك فيما هو منسوب اليك بأنك صنم يعبده المصريين بما يعتبر اذدراءً للأديان السماويه وقيم المجتمع ؟
ابو الهول: يا سعادة القاضي بذمتك ده منظر واحد المصريين بيعبدوه، هما المصريين كانوا بيحترموني عشان يعبدوني
القاضي: يعني ايه المصريين مش بيحترموك ... وضح كلامك يا متهم؟
ابو الهول: يا سعادة القاضي روح شوف اخواتنا المومياءات اللي ربنا كرمهم واتسرقوا من البلد عايشين ازاي في الغرب، هناك محترمين ومكرمين وبينظفوهم وحاطينهم في زجاج، شوف بقي حال دول من واحد زيي طول النهار دق انفاق تحت مني وتكسير حواليا لما في مرة وحياتك كنت هتكفي علي وشي لولا واحد من جيرانا بتوع الجمال الله يكرمه كان معدي جنبي سندني
واخرتها من كام سنة كده كانوا عايزين يعملوا طريق سريع يفوت من جنبي لولا اليونيسكو الله يسترها هددت المخلوع بشطبنا من لايحة التراث العالمي راح وقف المشروع فوراً .... ده غير ، ولا بلاش
القاضي كمل كلامك يا متهم؟
ابو الهول: فيه ناس من بره هنا في المحكمة والواحد مش راضي يتكلم علي المجاري اللي ضاربة حواليا بريحتها اللي بعيد عنك، تصدق ولا ليك عليا حلفان انا بييجي عليا اوقات ابقي عايز ابوس الشيخ صائم الدهر اللي كسرلي مناخيري، تخيل بقي يا سعادة القاضي لو كنت بعرف اشم في وجود ريحة المجاري دي
وهنا يلتفت القاضي الي خوفو المتهم الثاني: ويبادر بالسؤال الاسم والسن والعنوان
وفي غرور وهيبة الملوك بدأ خوفو كلماته :الاسم ختم خوف واي سنفرو ، والسن 4662 سنة وبالنسبة للعنوان انا كنت قاعد في المتحف المصري في التحرير لكن بعد القلق اللي هناك خدت هدومي ونقلت عند صديق في السبع عمارات
القاضي: هل فعلاً حولت المبني الاداري الي هرم ومقبره ودور عبادة؟
الملك خوفو: انا معايا ترخيص من حي طيبة شرق انه هرم للعبادة والدفن مش مبني ادراي، بس الرخصة علي حيطة اتسرقت من زمان لكن عندي شهود زي ما قلت في النيابة
القاضي: كل الشهود اللي انت طلبتهم ماتوا من الالاف السنين ... فما هي دفوعك عن هذا الفعل؟
الملك خوفو: ايها القاضي اولاً احنا كنا دولة متحضرة جداً في ايامنا، كنا اعظم من امريكا دلوقتي مئات المرات عمرك شفت دولة متحضرة بتفرق بين الملك والمواطن او بين الاديان او بتقيد علي الناس في حرية عبادتهم عشان كده كنا متقدمين احنا علمنا العالم «الخط» مش «الخط الهمايوني»
القاضي: يعني انت بنيت ايه بالظبط؟
الملك خوفو:انا بنيت جبل صناعي هائل كله اسرار ولو جبتولي «حبيب العادلي» في زمانه يعذبني مش هقر علي سر واحد فيه، الهرم بتاعي هو اخر حاجة باقية من عجائب الدنيا السبع بييجي له الناس من كل الدنيا ولألاف السنين، انا الهرم بتاعي ارتفاعه مضروبا في مليار يساوي المسافة بين الأرض والشمس، ومداره بيقسم قارات العالم إلى نصفين متساويين تماما، وحتي أركان الهرم الأربعة تتجه إلى الاتجاهات الأصلية الأربعة في دقة مذهلة. احنا ورٌثنا العالم والحضارة لأولادنا واكيد مثلاً تعرف ان هرم ابني منقرع فيه فتحة دائرية صغيرة تدخل منها أشعة الشمس يوما واحدًا فقط هو يوم عيد ميلاده ومش عارف ازاي احفادنا بقوا كده - وهنا صرخ خوفو للحضور علي طريقة القذافي - انتوا ازاي بقيتوا كده، من انتم ... من انتم ... من انتم؟ ووسط صمت اعلن القاضي بعد المداولة منطوق الحكم « تُحفظ البلاغات لعدم كفاية الادلة ... ولعدم كفاية الفهم ... ولعدم كفاية التقدم ... والزام المدعي بالتحضر