جريمة قتل مأساوية راح ضحيتها طفل في منطقة الدويقة على يد أفراد أسرته، بسبب مبلغ مالي اقتطعه من راتب عمله لنفسه دون أي يعطيه لأفراد أسرته.
في حلقة جديدة من "دماء أسرية" التي يتناولها "مصراوي" من واقع التحريات الرسمية والمصادر المختلفة، نروي تفاصيل مقتل طفل على يد أقاربه بعد الاعتداء عليه في عام 2019.
فعلى غير عادته، أعطى "أحمد" راتبه الشهري لشقيقه الأكبر وعميّه الاثنين، قاطعًا منه 250 جنيهًا بزعم خصم صاحب العمل له، شك ذووه في أمره، ولما تأكدوا من خداعه لهم أوثقوه بالحبال، وانهالوا عليه ضربا، محدثين به إصابات بالغة ومتفرقة، وحاولوا إسعافه، لكنه آثر مفارقة تلك الحياة القاسية.
المجني عليه يبلغ من العمر 16 عاما، تطلق أبواه ولم يكمل خمس سنوات، وظل برفقة أمه، وقطَن في منطقة منشأة ناصر، مرت الأيام، وكبر الصغير حتى انضمت والدته لشريك حياة جديد، فصمم على الرحيل عن حياتها، يشير "م. ن"- رفض ذكر اسمه- أحد أقارب القتيل لمصراوي.
"أحمد" لم يأنس بالمكوث مع والدته منذ نعومة أظافره، عكف على العمل في محل زيوت شهير في منشأة ناصر ليعطي راتبه إلى أمه وجدته مساهمة منه في مصاريف العيش، لكن زواج والدته جعله يهرب إلى عائلة والده، قصَّ عليهم ما حدث فاقترحوا عليه الجلوس معهم بمنطقة الدويقة، وظل يعمل بمحل الزيوت، يعطي راتبه إلى أعمامه وجدته من الوالد (1250 جنيهًا) دون تردد "قعدوه معاهم فكان بيديهم فلوسه كلها برغبته". يقول "محمد. م"، جار المجني عليه لمصراوي.
بعد 3 أشهر من العيش مع أقاربه، بدأ يعبر عن امتعاضه لرئيسه في العمل "بياخدوا فلوسي.. وبيضحكوا عليا"، لكن الأخير حاول تهدئته وطالبه بضرورة النقاش معهم لإيجاد حل، ليرد المجني عليه: "هديهم المرتب ناقص وأقول إنك خصمت لي"، حسبما أشار قريب المقتول.
بداية ديسمبر 2019، أعطى "أحمد" جدته راتبَه ناقصًا 250 جنيها، فسألته عن بقيته فأبلغها أن صاحب العمل خصم له بسبب تأخيراته، فطلبت من عميه وشقيقه الأكبر التحقق من الأمر ومحاولة استعادة المبلغ.
ترجلوا جميعا إلى محل الزيوت، وعلموا أنه تسلم الراتب بأكمله. خلال حديثهم مع مالك الورشة طلب منهم أن يتركوا أجر الصغير ويرحموه.
من هنا اكتشف أقاربه حكي "أحمد" أسرار المنزل إلى رئيسه، وشكواه من سوء معاملتهم له وأخذ أمواله، يوضح "حسين. ن"، أحد أصدقاء القتيل لمصراوي.
تجهمت وجوههم بعد علمهم بحقيقة الأمر، ذهبوا إلى المنزل، حيث يجلس الصغير، أعدوا له جلسة تأديب؛ وأوثقوه بالحبال، وسددوا له ضربات متتالية بقطعة ألوميتال، وسلك كهربائي، لم تتحمل بنيته الواهنة تلك الخبطات، وأغشي عليه.
تعجب أهل القتيل من منظره، همسوا بكلمات فيما بينهم "الحقوا الواد هيموت"، فحملوه في "توك توك" ونقلوه لمستشفى الشيخ زايد بمنشأة ناصر، لكنه توفي بعد 3 أيام من احتجازه في المستشفى.
أبلغت إدارة المستشفى مباحث قسم منشأة ناصر، فحضر رجال الأمن على الفور، وعرفوا ما حدث، فضبطوا الجناة الذين اعترفوا بالواقعة مبررين فعلتهم "كنا بنربيه مش قاصدين نقتله عشان الفلوس.. إحنا شغالين ومش محتاجين".
أخطرت النيابة بالواقعة، وصرحت بدفن الجثة، وحبس المتهمين الثلاثة على ذمة التحقيقات.