Oliver كتبها
- فى إصحاح المحبة قال بولس الرسول بالروح القدس: فأننا الآن ننظر فى (مرآة) فى لغز.لكن حينئذ وجهاً لوجه .الآن أعرف بعض المعرفة.لكن حينئذ سأعرف كما عُرفت 1كو13: 12 .
-أهم مرآة فى الأرض كلها هى الإنسان و قد رُسِمت عليه صورة الله و مثاله.هو يعكس و يقدم للعالم المنظور الله غير المنظور.
-أعظم مرآة عرفناها بعد السقوط هى الصليب.المسيح أظهر به محبة الثالوث القدوس. جوهر معرفتنا بالله تأسس علي الصليب.هذا ما علمنا الروح عنه بقوله.أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً.هذه ليست مجرد أيقونة بل المرآة التى تكشف محبة الله الظاهرة للجميع.
-قبل مائتى عام كانت المرايا القديمة مصنوعة ليست من زجاج بل من معادن مصقولة كالنحاس و البرونز.لم تكن الرؤية واضحة أو دقيقة كأنما لغز.مثل إنسان العهد القديم الذى صار نسخة مشوهة لإنسان الله بالفساد و الموت.كنا أوانى فخارية بلا كنز داخلها.الآن لصناعة المرايا يستخدمون الزجاج و يضيفون إلى الجانب الخلفي للمرآة طبقة رقيقة من الزئبق.لولا هذه الطبقة الرقيقة ما صار للمرآة قيمة.و لولا الروح القدس فينا ما صارت إستنارة و لا إنعكس علينا و منا صورة الله و مثاله.
-المرآة تعكس ما قدامها فقط.زاوية واحدة تلتقطها و تعكسها.لذلك حين نقف قدام المرآة لا نرى كل ما فينا.تماماً مثلما نقف قدام وصية واحدة أو فضيلة واحدة.لا تعكس إلا زاويتها.لكن حتى نرى المجسم كاملاً يلزمنا الدخول إلى بيت المرايا.حيث تكون المرايا من كل ناحية.فنرى فيها كل الجوانب.الإنجيل هو بيت المرايا حين ندخله و نقف قدام كل ما فيه.نتفاعل مع كل وصاياه.كل زواياه.وقتها لا نرى الظاهر فقط بل نرى فيه نوايانا و دوافعنا و أشواق قلوبنا.تصبح الصورة كاملة بكل الكتاب المقدس.
-لماذا إستخدم الكتاب كلمة (انظروا) إلى نهاية سيرتهم و تمثلوا بإيمانهم؟ لأنه بالنظر في سيرة القديسين نرى الله فيهم و نتعلم من محبتهم التى قادتهم إلى القداسة.نبصر فيهم أين نحن من محبتهم لله و إيمانهم الحى بالمسيح يسوع .القديسون مرايا نعرف بها الله و نعرف بها أنفسنا.
- كصفحة الماء الهادىءيأتيها الراغبون فى الإرتواء فيبصرون حقيقتهم كعطاشي و جياع إلى البر . هكذا النفس المسالمة الوديعة صورة نقية لعمل الله الروح في الإنسان.يرى فيها الآخرون ملك السلام.
-التجارب مرايا تظهر حقيقتنا و تبطل ما هو مصطنع.المحن مرايا تكشف معادن الناس ذهباً أم فضة أم حجارة كريمة ؟ خشباً أم عشباَ أم قشاً.1كو3: 12 .أولادكم مرايا تعكس ما تعلموه منكم.و أنتم لهم مرايا .مخدوميكم مرايا تظهر فيها أمانتكم لله.الثمار مرايا للبذور تكشف ماذا زرعنا و ماذا نجنى.
-نحن فى زمن المرايا.ما زلنا نبصر الصور و لن نجد الأصل إلا فى ملكوت الله و بره.ما زلنا نبصر الحياة في مرآة و لا ندرك ألغازها.المعرفة جزئية و ضئيلة.نحن في أرض بعيدة لذلك يبدو الملكوت كما في مرآة .ليس كلى الوضوح.كل فضيلة ههنا إنما هى صورة بسيطة مصغرة لفضائل الملكوت و بره.كل محبة ههنا هى فقط عربون لما سنحصل عليه فى الأبدية لكن سيأتى الوقت و نرى الله وجهاً لوجه. بلا مرايا .
- من يتنقي أولاً بأول و يغتسل من خطاياه بدم المسيح تصبح حواسه مرايا شفافة بلا عتمة.فلنداوم إذن على التوبة التى من خلالها يطهرنا الروح القدس و يغسلنا فنبيض أكثر من الثلج.نستنير و نبصر.