قد تكون القدم بعيدة تمامًا عن القلب، لكنها يمكن أن تكشف الكثير عن صحة القلب والدورة الدموية. هذا ما كشفته إحدى الأبحاث الجديدة حيث يقول طبيب العظام شون فارنان، في هونج كونج، إن الدور الرئيسي لنظام القلب والأوعية الدموية هو توصيل الدم المؤكسج إلى جميع أنحاء الجسم. بينما تدعمنا القدم عندما نتحرك.

 
وأضاف «فارنان» -وفقًا لما ذكره موقع South China Morning Post الصيني- إلى أننا بحاجة إلى التحرك للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية الجيدة. ولكن العلاقة بين القلب والقدمين أعمق من ذلك – وتميل بعض المشكلات المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية إلى الظهور في القدمين أولاً.
 
تشمل العلامات المبكرة المعروفة لأمراض القلب والأوعية الدموية ضيق التنفس وعدم انتظام ضربات القلب وألم في الصدر. لكن هناك عرضًا رئيسيًا آخر يجب الانتباه إليه وهو التورم في الأطراف السفلية والقدمين. كما يقول الدكتور ديفيد لو كا ييب، المستشار في أمراض القلب في مستشفى هونج كونج.
 
ويضيف «كاييب»: «الوذمة هي تورم أو انتفاخ ناجم عن احتباس السوائل في أنسجة الجسم. ويمكن أن تؤثر الوذمة على أي جزء من الجسم. ولكن من المرجح أن تظهر في أرجلنا وأقدامنا».
 
وأحد الأسباب الشائعة للوذمة في الساقين والقدمين هو قصور القلب الاحتقاني، والذي يتسبب في توقف إحدى الغرفتين السفليتين للقلب أو كلتيهما عن ضخ الدم بكفاءة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تراكم الدم في الساقين والكاحلين والقدمين، مما يسبب التورم.
 
يقول «فارنان» إن العديد من العلامات الأخرى في قدميك قد تشير إلى مشاكل تتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية.
 
أقدام باردة
من الطبيعي أن يكون هناك انخفاض تدريجي نسبيًا في درجة حرارة الجلد من أعلى الساقين إلى القدمين. ولكن إذا شعرت القدمين فجأة ببرودة كبيرة، فقد يكون ذلك علامة على انسداد في الشرايين. إذا كانت قدميك باردة دائمًا، فيجب عليك طلب المشورة الطبية لاستبعاد أي مشاكل مهمة
 
وإذا كانت أظافر قدميك تنمو بشكل أبطأ من المعتاد، فقد لا تحصل قدمك على تدفق دم كافٍ، كما يقول “فارنان”. من الطبيعي أن نواجه تباطؤًا تدريجيًا في تدفق الدم مع تقدمنا ​​في السن. ولكن التغييرات السريعة هي علامة يجب فحصها من قبل طبيبك.
 
وإذا كان هناك انسداد جزئي في الشريان الذي يضخ الدم إلى ساقيك وقدميك، فلن يوفر العناصر الغذائية الكافية لنمو أظافر جديدة.
 
وقد يكون التغيير في لون الجلد أيضًا بمثابة تحذير. عندما تنظر من أسفل ساقيك إلى قدميك، يعد التغير الطفيف في لون البشرة أمرًا طبيعيًا. ولكن إذا كان الجلد في الأسفل أكثر شحوبًا، فقد يكون ذلك علامة على انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف، كما يقول فارنان، وهي حالة تعرف باسم انخفاض التروية الشريانية.
 
ألم الساق والتشنج
يقول فارنان: «إن الاستلقاء والنوم يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى القدمين، وهذا قد يؤدي إلى تفاقم أي مشاكل صحية كامنة. يمكن أن يكون مؤشرًا على مرض الشريان المحيطي – تراكم اللويحات في الشرايين مما يحد من تدفق الدم إلى أطرافك وأعضائك».
 
ومن الأعراض الأخرى الأكثر خطورة هو «العرج المتقطع» – الألم والأوجاع العميقة والتشنج في الساقين التي تظهر فقط أثناء التمرين والتي تهدأ بسرعة بمجرد التوقف.
 
لا تتجاهل هذه العلامة: فقد تشير إلى مرض أكثر تقدمًا.
 
كما هو الحال مع جميع الحالات، كلما أسرعت في استشارة الطبيب بشأن الأعراض التي تعاني منها، كلما أمكن بدء العلاج المباشر مبكرًا وكانت النتيجة أفضل.
 
يقول فارنان أنه قد يكون من الصعب معرفة مدى أهمية المشكلة إذا لاحظت واحدًا فقط من هذه الأعراض. ويضيف: “البحث عن مجموعة متنوعة منها سيعطيك فكرة عما إذا كان هناك شيء يدعو للقلق، كما إن ملاحظة هذه العلامات في قدم واحدة فقط وليس الأخرى يعد مؤشرًا حاسمًا آخر يجب تقييمه من قبل أخصائي طبي في أقرب وقت ممكن.”
 
وإذا كنت تعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية، فمن الضروري أن تعتني بقدميك للمساعدة في إدارة حالتك.
 
وأشار “فارنان” إلى أن تقليل تناول الملح، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد في علاج الوذمة. ويقول لو أن تستهلك أقل من 2000 ملجم يوميًا وأن تقرأ الملصقات الغذائية بعناية حتى تكون على دراية بكمية الصوديوم التي تستهلكها بالفعل.
 
رفع قدميك لمكافحة التورم
يقول “فارنان” إنه عندما تصاب بقصور القلب، يضخ قلبك بقوة أقل. وهذا يعني أنه لا يستطيع دفع الدم عبر الأوردة البعيدة بسهولة. حيث يمكنك أن تمنح قلبك “مساعدة الجاذبية” عن طريق رفع قدميك وساقيك بمجرد أن تلاحظ أنهما بدأا في الانتفاخ”.
 
وإذا كنت مصابًا بمرض السكري، راجع طبيب الأقدام سنويًا للمراجعة، كما يقترح فارنان. يؤثر مرض السكري غير المنضبط على الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، وبسبب طبيعته المزمنة، يتطلب مراقبة منتظمة.