الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
أرشيفية
كتب: هشام خورشيد
علق "شريف زايد"، رئيس المكتب الإعلامى لحزب التحرير "ولاية مصر"، الذي يُنادي بعودة "الخلافة الإسلامية"، على ما نشرته جريدة "الوطن" بعنوان (الأمن ينتظر موافقة "مرسي" لمهاجمة خلايا الخلافة)، وكانت "الصحيفة" قد نشرت أن أجهزة الأمن قد نجحت في رصد 22 خلية، بعد العثور على ما يُسمى "وثيقة فتح مصر"، أثناء مداهمة "خلية مدينة نصر"، وقالت الصحيفة إن الوثيقة تتضمن خطوات تنفيذية لإعلان الخلافة الإسلامية في مصر!
وقال زايد يبدو أن مسألة الخلافة والعمل على إقامتها بشكل حثيث في مصر بدأت تستحوذ على اهتمام نظام ما بعد الثورة ومن ورائه أمريكا دولة الطغيان والتجبر التي أمَدَّت الأجهزة الأمنية في مصر بمعلومات هامة، ساهمت في القبض على ما أطلق عليه خلية مدينة نصر، ولأنهم يرون التفاف الأمة حول مطلب الخلافة، ولأنهم يرون تحرك حزب التحرير في مصر الذي يعمل لإقامة الخلافة، التي يرعبهم مجرد ذكرها، تراهم يحاولون ربط العاملين لإقامتها بالعمل المسلح لتخويف الناس منهم وممن يذكر اسم الخلافة، ولإيجاد المبرر لضرب الساعين لإقامتها.
واعتبر زايد ما يحدث من محاربة لدولة الخلافة هو تخطيط خبيث من قبل الأجهزة الأمنية ومن يقف وراءها من أعداء الأمة، هو أمر غير مستغرب، لكن الأمر الغريب أن يساهم في هذه الحملة التشويهية للخلافة وللعاملين على إقامتها، رموز من التيار الإسلامي نفسه، وخصوصاً من ناضل أيام السادات والمخلوع مبارك من أجل إقامة الدولة الإسلامية، ففي صحيفة "الوطن" نفسها وتعليقًا على الخبر المنشور نسمع الشيخ كرم زهدي، القيادي في الجماعة الإسلامية يقول، "إن ما يتردد عن إحياء الخلافة مجرد شعارات، من المستحيل إحياؤها مرة أخرى لأنها لم تعد صالحة لهذا العصر، فضلاً عن أنه من المستحيل إعلان الخلافة في ولاية واحدة من ولايات المسلمين مثل مصر، وأقصى ما يمكن أن نصل إليه هو إقامة اتحاد على غرار الاتحاد الأُوروبي"، ويطالب زهدي "بإطعام الجوعى وعلاج المرضى وتشغيل العاطلين قبل أن نشغل الناس بمثل هذا الحديث". فهل كان الشيخ يناضل من أجل مجرد شعارات؟ وما الذي أصابه ليقول مثل هذا الكلام الذي نسمعه ليل نهار من العلمانيين وأشياعهم؟!
ورفض زايد ما قاله كمال حبيب بأن"فكرة الخلافة الإسلامية ذات طابع طفولي"، وذلك لأن الجماعات الجهادية تعتقد أنها ستكون حلا لمشاكل الناس، وفي الحقيقة أن الخلافة لها واقع سياسي واجتماعي مختلف تماما عما نعيشه الآن". أليس هذا هو الكلام الطفولي بعينه؟ وهل وصل الأمر بهذا المجاهد الهُمام إلى هذه الدرجة؟! فيصف حكمًا شرعيًا وفرضًا ربانيًا بأنه ذو طابع طفولي. والأعجب من ذلك أن نسمع نجل الشيخ عمر عبد الرحمن – فك الله أسر أبيه – يخطب الناس في جمعة تطبيق الشريعة يوم 9/11 بالقرب من السفارة الأمريكية محذرًا من حزب التحرير ومن دعوته للخلافة مطالبًا إياهم بمقاطعته وعدم الانجراف لشعاراته "الكاذبة"، أليس هذا عجيبًا غريبًا! ليته يخبرنا لماذا هذا التحذير؟ وما علاقته بجمعة تطبيق الشريعة؟