زهير دعيم
كنتُ أعي وأعرف أنّ المالّ مُغرٍ وقد يشتري الضّمائر الضّعيفة وبعض العقول وذوي المصالح الخاصّة ، أمّا أن يشتريّ وبالجُملة المواهب الرياضية العالمية في كرة القدم ، فما خطرت على بالي أبدًا ...
على رِسلكم يا سعوديين ، فقد فرغت الفرق الاوربيّة من نجومها ، فذهبكم الأسود والأصفر والأخضر أغرت كلّ النجوم وسرقت منّا
احلامنا ومُتعة متابعة رياضة كرة القدم التي لطالما تمتعنا بها في الدوري الألماني والاسباني والفرنسي والإيطالي والهولندي والانجليزي و....
والاهمّ والمهم حين يلتقي الابطال في كأس دوري الأبطال فسنخسر رونالدو وبنزيما ونيمار وملينكو سافج ومندي وكانتي وبونو وكولي بالي وروبين نيفيس ومتروفتش وفلمينيو وساديو ماني ورياض محرز والحبل على الجرّار...
أمّا الرابحون فالأهلي السعودي والاتحاد السعودي والهلال السعودي والنصر السّعودي .
جميل أن نُلوّن فرقنا المحلية ببعض النجوم ؛ نجم هنا ونجم هناك ، ولكن أن " نسطوَ" في وضح النهار على عمالقة كرة القدم العالميين ونزجّ بهم في دوري محليّ كان الى سنة أو سنتين نسيّا منسيًّا ، فهذا ليس من العقل بشيء .
قد أكون قد تجنّيْتُ على السعوديين ، فالملامة ليست كلّها عليهم بقدر ما هي على طمع يتغلغل في نفوس هؤلاء العمالقة ، فباعوا المجد والشهرة بحقائب من الدولارات ملأت خزائنهم وأسكتت طموحاتهم .
الله يعلم بأنّني لست ضدّ الدوري السعوديّ فمن حقّه أن يقوّي أركان فرقه بالقامات ولكن الامر زاد عن الحدّ ، فغدًا أو بعد غد قد لا تجد سعوديًّا واحدًا يلعب في الهلال والاتحاد والنصر والأهلي .
صدّقوني انّني أفكّر جدّيًّا بالتوقف عن متابعة مشاهدة الفرق في الدوري الأوروبي والعالميّ وأنا الذي قضى سنوات عمره اتابعها بلهفة وشوق وترقّب ، فلقد أضحى الامر سوقًا ماليًا وسوبر ماركت .
قد يقول قائل تحوّل يا هذا الى الدّوري السّعودي ، فأقول : شتّان ما بين الثّرى والثّريّا ، فالدوري مهما عظم لن يكون بديلًا عن الدوري الأوروبي العظيم بحلته الجميلة وتاريخه المجيد.