ياسر ايوب
بعد مائة سنة بالضبط.. لم تعد القبلة الفرنسية هى الأشهر بعد أن أصبحت القبلة الإسبانية هى حديث العالم كله.. ففى كتابها الشهير عن علم التقبيل الصادر فى 2011 وأصبح أهم وأعمق دراسة علمية ونفسية واجتماعية وتاريخية عن القبلات.. أكدت العالمة والأديبة الأمريكية شيريل كيرشينبام أن العالم بدأ يطلق على القبلة التى تتلامس فيها الشفتان لقب القبلة الفرنسية منذ 1923.. وفى 2023.. وأثناء توزيع ميداليات مونديال النساء يوم الأحد الماضى فى أستراليا الذى فازت به إسبانيا لأول مرة فى تاريخها.. قام رئيس اتحاد الكرة الإسبانى لويس روبياليس بتقبيل شفتى اللاعبة جينى هيرموسو
ولم يتوقف كثيرون وقتها أمام فرحة فوز إسبانيا بكأس العالم واكتفى البعض بالتعبير عن الدهشة والاستغراب ولماذا جينى فقط التى قبلها رئيس الاتحاد دونا عن باقى زميلاتها فى المنتخب.. وبسرعة أكد روبياليس، وهو لايزال فى سيدنى، أن الأمر كان تلقائيا من باب الفرحة بالفوز وتخيل الرجل أن القصة انتهت ولن تكون لها بقايا.. إلا أن القصة الحقيقية بدأت بعد وصول المنتخب إلى مدريد.. واكتشف روبياليس بعد ساعات السفر الطويل من سيدنى إلى مدريد أن العالم بدأ يتناقل فيديو وصور القبلة وفردت لها صحافة العالم مساحات واسعة لم يحظ بها المنتخب الإسبانى الفائز بكأس العالم، بل إن الذى كتبه وقاله الإعلام الغربى عن هذه القبلة ربما يكون أكثر مما قيل عن كأس العالم نفسه.
ولم يقتصر الأمر على الإعلام فقط.. إنما تحولت القبلة إلى قضية سياسية واجتماعية وأخلاقية أيضا.. فقالت إيرين مونتيرو، وزيرة المساواة بين الجنسين فى إسبانيا، إن ما قام به روبياليس هو أحد أشكال الاعتداء الجنسى الذى تتعرض له النساء يوميا ولهذا لا يمكن التسامح معه.. واستندت مونتيرو إلى ما قالته اللاعبة نفسها وأنها فوجئت بهذه القبلة ولم تكن سعيدة بها.. وقالت أيون بيلارا، وزيرة الحقوق الاجتماعية، إنه إذا كان روبياليس قد قام بذلك أمام العالم كله فما الذى يقوم به فى الخفاء.. وقال وزير الثقافة والرياضة إن ما قام به رئيس اتحاد الكرة غير مقبول على الإطلاق ولابد من اعتذار حقيقى.. أما نائبة رئيس الحكومة يولاندا دياز فقالت إن ما جرى أمر غير مقبول تماما ولا يمكن التسامح معه ولابد أن يتقدم روبياليس باستقالته وليس مجرد الاعتذار.
وإلى جانب التصريحات الحكومية الحادة.. تشابهت عناوين الصحافة الأوروبية والأمريكية التى أجمعت على أن قبلة روبياليس لطخت بالعار والفضيحة انتصار إسبانيا.. وأمام ذلك كله لم يلتزم بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، الصمت.. وعلى الرغم من مصافحة رئيس الحكومة لرئيس الاتحاد أثناء استقبال المنتخب فى قصر مونكلوا مقر رئاسة الحكومة.. إلا أن سانشير أكد أن اعتذار روبياليس ليس كافيا وألمح رئيس الحكومة أن الأفضل هو استقالة روبياليس وابتعاده.. وأكدت مختلف الجمعيات النسائية فى إسبانيا ضرورة هذه الاستقالة احتراما للمرأة وحقوقها وحريتها وكبريائها أيضا.. وساندتها منظمات كثيرة فى العالم.
نقلا عن المصرى اليوم