د. أمير فهمي زخارى المنيا
•  للماء أهمية كبيرة في حياة الإنسان، فهو مكون أساسي للجسم، وينقل في الدم الغذاء الضروري لاستمرار الحياة، ويشترك في معظم التفاعلات الحيوية التى تتم في الجسم، ويساهم في تكوين جميع إفرازاته وعصاراته وسوائله الحيوية.. فضلا عن وظيفته الأكثر أهمية وهي تبريده للجسم وتلطيف درجة حرارته نتيجة تبخره من سطح الجلد ومن الرئتين.

• وكمية الحرارة التى تنتج أثناء الأداء البدني للجسم، تؤدى إلى رفع درجة حرارة أنسجته الداخلية، وحيث إن الجسم يتحمل فقط زيادة درجة حرارته بنحو 5 درجات مئوية قبل أن يضعف اداءة.. فتبريد الجسم يعتبر أمر ضروري وبخاصة في أشهر الصيف الحارة الرطبة التى تنخفض فيها قدرة الجسم على إنتاج العرق.

• ويؤدى العرق إلى فقد نسبة كبيرة من ماء الجسم، وإذا لم يتم تعويضها يتعرض الجسم إلى خطورة الإصابة بالجفاف والتى من أعراضها زيادة معدل النبض، والشعور بالعطش الشديد وارتفاع درجة حرارة الجسم والإرهاق مع فقد القدرة على التركيز والأداء الذهني.

• وعرق الإنسان ليس فقط ماء، ولكنة يحتوي أيضا على معادن هامة من الجسم منها الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم، وهي تؤثر على درجة تركيز السوائل في خلايا الجسم وحولها.

• لذلك يجب في الجو الحار مراعاة تعويض الجسم ما فقده من ماء وأيضا من المعادن التى سبق ذكرها، بتناول الماء والأغذية الغنية بنوعية المعادن المفقودة من الجسم في الجو الحار.

• وحيث أن توافر واتزان كمية البوتاسيوم في الجسم مع الصوديوم من جهة.. واتزان بين الكالسيوم والماغنسيوم من جهة أخرى، يؤدى إلى التخلص من بعض مشاكل التوتر العصبي، فان فقد هذه المكونات من الجسم في الجو الحار يزيد من الشعور والإحساس بالتوتر العصبي.

• ونظرا لان انتظام حركة عضلات الجسم يعتمد على التوافق ما بين عمليتي انقباضها وارتخائها والتى يتحكم فيها وجود توازن في الجسم ما بين وجود الكالسيوم الذي يساعد على انقباض العضلات.. وبين وجود الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم وهم يعملون على ارتخاء العضلات، فان فقد هذه المكونات من الجسم في الجو الحار يتسبب في عدم انتظام حركة عضلات الجسم وما يصاحبها من آلام التقلصات العضلية.

• وعلى قمة الأغذية التى توفر للجسم احتياجاته من هذه الأغذية الهامة " البوتاسيوم والماغنسيوم والصوديوم والكالسيوم " هو الزبادي منخفض وخالي الدسم.

• كما يمكن للجسم الحصول على المعادن الأربعة بتناول البقدونس الذي يعطى الجسم البوتاسيوم والماغنسيوم + الجبن الأبيض الغنى بالكالسيوم والصوديوم.

• وأيضا فانه لتعويض فقد الصوديوم يمكن تناول ملح الطعام والمخللات.. ولتعويض فقد البوتاسيوم يمكن تناول الموز أو البطاطا أو الطماطم أو الجرجير.. و لتعويض فقد الماغنسيوم يمكن تناول الفول الأخضر أو السمسم .. ولتعويض فقد الكالسيوم يمكن تناول الألبان ومنتجاتها مثل الزبادي والجبن واللبن الرايب وخلافة.

كتبت هذا المقال بعد نشر خبر موت شخص من شرب ماء بكميه كبيره بعد تعرضه لحراره شديده مما أدى الى التسمم بالماء....

فان مكافحة الحر غذائيا وحماية الجسم من تأثيراته الضارة لا تعتمد فقط على شرب الكفاية من الماء، بل الاهتمام بتناول الأغذية التى تمد الجسم بما يفقده في عرق الحر من معادن الصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم.
أتمنى لكم الصحة والعافية ... تحياتي.
د. أمير فهمي زخارى المنيا