حمدى رزق

توالى قرارات العفو الرئاسى (المستحق) عن شباب السجون يؤسس سياسيًّا لمرحلة جديدة، تسودها لغة الحوار.

المطلوب «حِوار لَيْس خُوَارًا» الحوار فعل رشيد، الخوار فعل كريه، الخوار ينهى الحوار قبل أن يبدأ، ونحن في طريق الحوار أرجو أن يتراجع الخوار ويتفاعل الحوار في سياق قرارات رئاسية طيبة، الفكرة الطيبة (الإفراجات) كشجرة طيبة تؤتى أكلها.

تصفية هذا الملف عاجلًا، بمثابة وقود حيوى لإطلاق الحوار المنشود في فضاء الجمهورية الجديدة، الحوار ضرورة مستوجبة، الوطن يسع الجميع، ويستوجب استصحاب المختلف فكريًّا (وإن اشتط فانجرف وانحرف).

الوطن في أمسّ الحاجة لأفكار شبابه المتحمسة بزيادة وخبرة شيوخه المتعمقة بتُؤَدَة في هذه اللحظة الفارقة بين «جمهورية ماضوية» استنفدت أهدافها، وجمهورية جديدة يبزغ فجرها الجديد.

أعلم أن الإفراجات المتوالية، وأسماء بعينها، تزعج بعض المتحسبين للمآلات، وستخضع للتأويلات والتفسيرات والفكرة التآمرية المسيطرة على الذهنية التي يستبطنها المرجفون في المدينة، بغية إجهاض مسعى رئاسى طيب لإنجاز فروض الحوار كاملة.

الحوار الحادث مجتمعيًّا، وتفاعلاته، وما ينتج عنه من إفراجات محكومة باحترازات أمنية وعدلية، كاشف، ضوء باهر ينير سماء الوطن ويفزع طيور الظلام الكامنة في أقبيتها المسحورة.

طريقنا واحد (موالاة ومعارضة) على أرضية وطنية استمساكًا بالعروة الوثقى، مصلحة الوطن العليا، وكما رفد النهر بماء عذب، من الغايات الوطنية العليا تجميع روافد النهر في المجرى الرئيسى لمضاعفة الغلة الفكرية، سيكون الحصاد وفيرًا إذا خلصت النوايا

قاعدة الوطن للجميع ويتسع للجميع أساسية، وليت المؤتمنين على الفكرة الحوارية يستبطنون المعنى الكامن في الإفراجات الرئاسية، ويصطحبون كل صاحب رأى، ولو كان مختلفًا، وكل فكرة ولو خارج الصندوق.

الأفكار تتلاقح، والقطوف دانية، فقط استثمار الأفكار الجديدة كالبذور المحسنة فيما ينفع ناس هذا الوطن.

مستوجب الاِحتِشاد حول قضايا الوطن في مشروعات المستقبل، كل قرار وطنى يستوجب الوقوف على مسوغاته، الحوارات الشعبية الجادة مستوجبة، والفائدة متحققة، فرصة لاستنطاق المشروعات والقرارات وتجليتها أمام الرأى العام، وفرصة لاستبصار البدائل المتاحة، طالما الحوار في سياق المصلحة العامة.

مثل هذه الحوارات المجتمعية علامة صحة، عافية. الحوار أظنه «الفريضة الغائبة» ويترجم شراكة المجتمع والحكومة في منظومة القرارات التي تمس الصالح العام.

استصحاب الأفكار الناضجة صارت ضرورة مستوجبة، ولطالما المصلحة واحدة فلمَ استنكاف الإفراجات في سياق الحوار الوطنى من قبل البعض، من يضيق بالإفراجات عليه أن يفسح الطريق للنهر جاريًا.

وقبل وبعد مستوجب على الحكومة الانفتاح على الآراء الأخرى، حتى الرافضة، وبحث حيثيات الرفض طالما على أرضية وطنية، لا أحد يمتلك الحقيقة كاملة، ويصادرها.

الحقيقة أن تمكن من يطلبها إلى طلبه بالحقائق والمعلومات وصاحب العقل يميز الغث من السمين، وفى الأخير المصلحة واحدة مصلحة الوطن والمواطن.

مستوجب شراكة شباب الوطن وشيوخه في الحوار الدائر، وأن تتسع جلسات الحوار الوطنى لاحتضان مثل هذه الحوارات المجتمعية، وأن تتحول جلسات الحوار مستقبلًا إلى ملتقيات للحوار، وتذاع على الهواء أو مسجلة حسب ما تقتضيه تقاليد وقواعد الحوار الحاكمة.

نقلا عن المصرى اليوم