كتب - محرر الاقباط متحدون
قال الكاتب الليبرالي والباحث سامح عسكر :" صديق يسأل: أستاذ سامح أنا علماني عراقي يعني لا سني ولا شيعي، ولكن لا أفهم لماذا تهاجم أمريكا دوما رغم أن أمريكا علمانية؟ .
مضيفا عبر منصة "اكس" تويتر سابقا :" قلت : دعم أمريكا للعلمانية والليبرالية في الشرق الأوسط خرافة كبيرة ، أمريكا دعمت ثورة سوريا العسكرية التي هي عبارة عن جماعات تكفيرية متطرفة تقتل على أساس الدين والرأي، وشكلت حماية لداعش ومظلة أمنية كبيرة تحميها من بطش روسيا والجيش السوري.
أنظر لما حدث الأسبوع الماضي من قتل داعش ل 33 جندي سوري في دير الزور، إن الدواعش انطلقوا من مناطق تهيمن عليها أمريكا، يعني حلفائهم وتابعيهم يستخدموهم وقت الحاجة.
أمريكا في ظل احتلالها لشمال ووسط العراق هيمنت داعش على مفاصل هذه الأقاليم، وتضخمت قوة البغدادي ورجاله بشكل أصبح يهدد بغزو دول مجاورة، ولكي ترفع أمريكا الحرج عن نفسها قالت سوف نطرد داعش من العراق في غضون 20 عاما، لكن العراقيين لم يصمتوا فشكلوا جيشا موازيا يضم حلفاء كثيرين وطردوا داعش من العراق في غضون (عام واحد) وبدون تدخل أمريكا أصلا.
أمريكا بعدما ضربت ليبيا ظهرت داعش والقاعدة ليسيطروا على عدة مدن، ولولا جهود وتضحيات الليبيين ما انهارت ممالك وإمارات هؤلاء الجهاديين.. أمريكا التي لم تتعاون أبدا مع مصر سواء بالمال أو السلاح أو المعلومات في حربها ضد داعش في سيناء، بل كان يستغل إعلامها أي عمليات مصرية في سيناء للتشهير بالجيش المصري والتحريض على قياداته.
يبقى بالمنطق..مين اللي كان بيدعم داعش؟...ومين اللي كان بيوفر حماية أمنية واستخباراتية لقياداتها؟..ومن الذي كان يرعى عمليات تمويل الدواعش بالسلاح المتقدم والحديث؟.. أمريكا منذ أعلنت الحرب على الإرهاب بعد عمليات 11 سبتمبر 2001 انتشر الإرهاب في العالم بشكل مفزع، لدرجة سيطرة الإرهابيين على بعض الدول..أليس هذا فشلا؟..أليست هذه هزيمة؟؟..أليس تواطئا أمريكيا مع الإرهابيين سواء بالعمد أو بالقدرة؟؟...أليست هناك مصالح لأمريكا بأن يكون الشرق الأوسط بهذا الشكل؟ .
إن السبب الرئيسي لتدخل أمريكا في الشرق الأوسط هو (الأنانية) و (المصلحة الشخصية) لأمراء الحرب هناك والذين يهيمنون على قرارات الدولة فيمن يعرفون محليا ودوليا (بالمجمع الصناعي العسكري) وهم طبقة الأوليغارش الذين يحكمون أمريكا منذ عقود طويلة، واستفحل خطرهم على العالم آخر 3 عقود، فصاروا يشعلون الحروب في كل منطقة بالعالم لا تشكل مصلحة شخصية ومالية لهم..آخرها حرب أوكرانيا أمريكا لا تحترم مصالح شعوب الشرق الأوسط ولا تحترم العرب والمسلمين، بل توظفهم لمصالح قياداتها الشخصية لا غير، فهي لا تدعم اقتصاديات تلك الدول ولا تساهم في (تطوير الثقافة والفن والإعلام) فيها، ولا تساهم في أي عمليات تحرر سياسي لتلك الشعوب لأن حرية شعوبنا تعني القضاء على المصالح الأمريكية الضيقة أشهرها في فلسطين.