الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
إذا عدت حضرتك بظهرك للوراء، قد تصطدم بظهر الكرسي الذي تجلس عليه، وقد لا تسطع العودة للخلف لأنك بالفعل تستند بظهرك لظهر الكرسي، وبالتالي فأنا أفضل العودة للوراء بالذاكرة عن العودة للوراء بالأجساد، فعودتك بالجسد غالباً ما تعني تأخراً وتخلفاً عن الركب أما عودتك بالذاكرة فقد يكون فيها نفع لك لتتعلم من دروس الماضي ولا تكرر الخطأ أو تكرر الصحوة. صحيح عزيزي القارئ، إن عودتك للخلف بجسدك قد يكون فيها تراجع عن عمل أكتشفت خطأه كانسحابك من لجنة الأشقياء الطابخة للدستور المزمع طبخه، لكن العودة بالذاكرة تذكرنا بما فعلناه وما فُعِل بنا فنتعلم، ولذا الشعوب التي بلا ذاكرة ولا ماضي بلا مستقبل، والأسماك لا تتعلم من ماضيها لأن ذاكرتها ضعيفة، ويا بخت الحاكم الذي يحكم شعوباً من الأسماك .
ولما كان المصريون ليسوا أسماكاً، ولهم ذاكرة، فأظنكم تتذكروا أن قبيل الثورة وبعد الانتخابات الأكثر تزويراً والتي شهدتها مصر، قام العقلاء والأطهار بتأسيس ما عُرِف بالبرلمان الموازي الذي قال عنه المخلوع- قبل خلعه وأثناء لخلخته- "سيبوهم يتسلوا" ولم يعلم أن معظم النار من مستصغر الشرر، وجاءت ذكرى خالد سعيد لتكون مستصغر الشرر الذي كشف عن كومة القش التي تستعر تحتها النار، فانتفض الشعب بناره، وحرق كل يابس، وقامت ثورة يناير، ولنعد للبرلمان الموازي الذي كان من بين طياته فرصة لإعلان سخط الناس عن ذلك الابتزال الذي حدث بالانتخابات التي قاطعها الجميع إلا الإخوان، إذ كانوا وقتها على وفاق مع المخلوع، وهو الوفاق الذي استمر حتى قُبيل خلعه مباشرةً، إذ كانوا الفصيل الوحيد المتفاوض معه، على أي حال البرلمان الموازي استمر وانخلع المخلوع، ولكن البرلمان الموازي لم يظهر بعد الثورة كبرلمان ثوري إذ استخدم الإخوان والسلفيون كل اصناف الإقصاء والتكفير لإبعاد منافسيهم عن طريقهم ولما شكلوا لجنتهم الطباخة استبعدوا أيضاً المنافسين .
ولذا لم يعد أمام أولائك المنافسين الشرفاء إلا أن يقيموا برلمان موازي من الآن، لأن الانتخابات القادمة ستكون أكثر فجاجة في تزويرها وفي دعايتها المضللة والتكفيرية والإقصائية، وأن يشكلوا لجنة من العقلاء لوضع دستور موازي لذلك الذي شكله سارقي الأوطان، ويشكلوا حكومة ظل على غرار التي شُكلت في آخر أيام المخلوع، لنكون بذلك قد أوجدنا وطن موازي لذلك الوطن الذي يريد الإخوان إجبارنا على العيش في كنفه، ونكون في نفس الوقت تمسكنا بأرضنا التي يريد الإخوان بيعها للغزاويين، وبحبنا لمصرنا التي يريد الإخوان بيعها للقطريين في سبيل أطماعهم التوسعية العالمية، وطبعاً التوسعية هنا أرجو ألا تكون موحية لك بأنهم غزاة فهم لا حول لهم ولا قوة، فأقصى ما يستطيعونه الكلام والثرثرة عن مشاريع نهضاوية ،وأحلام سرعان ما تكتشف أنها أوهام يبيعونها ليصلوا للكرسي، عقولهم فارغة، عكس جيوبهم مليئة فخيرهم لأنفسهم ولجماعتهم أما وطنهم فإن لم ينتفعوا منه فليبيعونه، المهم يطلعوا كسبانين.
المختصر المفيد الحل في وطن موازي، وترك أولائك يحكمون أنفسهم بطريقتهم إلى أن يُقطَعوا كأي عضو لا يصله الدم من جسم الإنسان.