ياسر أيوب
أنا شايف الأرض بتتمرجح تحت الخلخال.. ما تبطل تمشى بحنية ليقوم زلزال.. أغنية شهيرة بعنوان كعب الغزال قدمها قبل أكثر من خمسين عاما الراحلون الثلاثة.. حسين السيد شاعرا ومنير مراد ملحنا ومحمد رشدى مطربا.. وكانت أول إشارة مصرية لزلزال ليس بسبب حركة الصفائح الصخرية واهتزازات القشرة الأرضية.. لكنها لم تكن الأولى أو الأخيرة عالميا التى ترتبط فيها كلمة زلزال بالحب أو الفرحة أو الحزن.. لكن المرة الأولى التى يرتبط فيها الزلزال بالكرة كانت فى 8 أكتوبر 1988..
ولم تكن كرة القدم التى يعرفها العالم لكن كرة القدم الأمريكية.. ففى ذلك اليوم استضاف ملعب جامعة لويزيانا مباراة فى دورى الجامعات الأمريكية بين لويزيانا وأوبرن تايجر حضرها 79 ألف متفرج.. وحين فازت لويزيانا ومن شدة فرحة جمهورها الذى ظل يقفز فى الهواء اعتزازا بهذا الانتصار.. سجلت مراكز رصد الزلازل زلزالا جديدا، واكتشف العلماء وقتها أنه بسبب جمهور لويزيانا فأطلقوا على تلك المباراة لقب مباراة الزلزال، مع توقع أنها المرة الأولى والأخيرة.
ولم تقبل كرة القدم العادية أن تنفرد كرة القدم الأمريكية بهذا اللقب، أو أن يكون جنون وعشق جماهير كرة القدم الأمريكية أكثر من جماهير كرة القدم التى يعرفها ويلعبها العالم كله.. وكان الزلزال الأول أو الأشهر فى استاد كامب نو فى برشلونة حيث أقيمت فى 8 مارس 2017 مباراة العودة فى دورى أبطال أوروبا بين برشلونة وباريس سان جيرمان..
المباراة الأولى فى باريس انتهت بخسارة برشلونة بأربعة أهداف نظيفة، وتخيل الكثيرون خروج برشلونة من البطولة.. لكن ميسى نجح فى قيادة برشلونة للفوز بالمباراة الثانية بستة أهداف مقابل هدف واحد للنادى الباريسى ليعتبر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم ما جرى أنه أعظم عودة فى تاريخ دورى أبطال أوروبا.. ومع كل هدف لبرشلونة كانت أجهزة قياس الزلازل قرب كامب نو تطلق تحذيرا بوقوع زلزال.. واعتبر كثيرون أنه مبالغة إسبانية لكن ما جرى بعد 8 أشهر كان تأكيدا على العلاقة بين العشق الكروى والزلازل..
ففى نهاية تصفيات المونديال الروسى 2018 لم يبق إلا مكان واحد فقط إما لبيرو أو نيوزيلندا.. وانتهت المباراة الأولى بينهما فى 11 نوفمبر 2017 فى نيوزيلندا بالتعادل بدون أهداف.. وبعد أربعة أيام أقيمت المباراة الثانية فى ليما عاصمة بيرو التى فازت بهدفين نظيفين وتأهلت للمونديال لأول مرة منذ مونديال إسبانيا 1982..
ومع صفارة الحكم الأخيرة انطلقت أجهزة الإنذار فى مراكز رصد الزلازل فى بيرو.. واكتشف العلماء بعد قليل أن فرحة جمهور بيرو فى استاد يوناثيونال فى ليما كانت هى السبب رغم أن العدد لم يزد على 39 ألف متفرج.. وتأكد علماء الزلازل وقتها من علاقة كرة القدم بالزلازل.. وتأكدت هذه العلاقة حين فازت المكسيك على ألمانيا فى 17 يونيو 2018 فى نهائيات المونديال الروسى.. وتحولت فرحة المكسيكيين يومها فى الشوارع والميادين إلى زلزال حقيقى بقوة 3 ريختر.
نقلا عن المصرى اليوم