حمدى رزق
حديث الحيتان يسرى، يقول «هانى أمان»، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة الشرقية للدخان، ما نصه: «أزمة السجائر أساسها التجار الحيتان غير المسجلين لدى الشركة، وتداول منتجات الشركة لدى الحيتان ليس من اختصاصنا، ومكاسب الحيتان «تجار السوق السوداء» وصلت إلى ١٥٠ مليون جنيه يوميًا!!. (مقتطف من برنامج على مسؤوليتى/ أحمد موسى/ صدى البلد).
حيتان السجائر أكبر حيتان عرفتها السوق المصرية، تبتلع قسما هائلًا من إنتاج الشركة الشرقية، (حجم الإنتاج ٣.٥ مليار علبة سجائر سنويا) وهذا كاف جدا، يغطى السوق ويفيض للتصدير، ولكن الحيتان الشرهة تبتلعها هانئة مستلقية على ظهرها مغتبطة، سلوكها في السوق السوداء شديد التعقيد، ما يصعب الإمساك بها.
يوجد تقريبا ٨٦ نوعا حيا من الحيتان في البحار والمحيطات وبعض الأنهار، الحيتان تكيفت مع المياه العذبة، وحيتان السجائر جاوزت الـ ١٠٠ نوع ونوع، وهى شرسة بطبيعة الحال، وقادرة على المراوغة والمناورة، والأنواع المتطورة منها تجيد الإفلات من الرقابة، وتسبح بعيدا في الأسواق السوداء التي يعمها الظلام.
حيتان البحر مهددة بالانقراض، ولكن حيتان السجائر تتكاثر كالجراثيم، كل حوت يلد حيتانا صغيرة، والحيتان الصغيرة تتغذى على التبغ، فتكبر لتبتلع جملة الإنتاج والمستهلكين أيضا.
حيتان السجائر لا تتأثر بالضوضاء التي تصدرها المنصات الفضائية والإلكترونية، تزيدها صخبا وعنفا وشراسة في مواجهة المستهلكين، حيتان البحر تزعجها الضوضاء، تقضى عليها، مهددة بالانقراض، حيتان السجائر تتغذى على الأزمات، تنتعش في الصخب الذي يعم الأسواق.
رقمنة حيتان البحر للسيطرة عليها لا تجدى نفعا مع حيتان السجائر، حيتان البحر مرصودة بالحوت الواحد في أعماق البحار، حيتان السجائر مطلوقة علينا، خارج السيطرة تماما، صعب رقمنتها، ولا تعير الـ «باركود» السعرى المسجل على علب السجائر اهتماما، لو استجمع مدخن شجاعته وقرر قراءة الباركود قبل الشراء بالموبايل لقضمه الحوت من فوره!.
نقلا عن المصرى اليوم