الحية أوقعت آدم وسببت طرده من الفردوس، ويسوع المسيح يقول:
كونوا حكماء كالحيات،
أحيانا نجد إنسان لص، لكن على الرغم من أنه لص، احتمال أن يكون هذا الشخص عنده مهارة، فيبتكر طريقة للسرقة تذهلك وتعجب بها.
وهذا ليس معناه أن اللصوصية أو السرقة فضيلة، أو أنك تعجب بالسرقة، لا..
أنت تعجب بالمهارة التى لبعض اللصوص. لأن هذه مقدرة، مثل الناس الذين عندهم مقدرة فى الألعاب التى يسموها الألعاب السحرية.
فكون أن السيد المسيح يقول: كونوا حكماء كالحيات، هذا من حيث أن الحية فعلا لها حكمة، لكن كون أن الحية خدعت أمنا حواء، هذه زاوية أخرى فى الموضوع، موضوع الخداع هذا شىء، لكن موضوع الحكمة هذا شىء آخر، فهذه فضيلة فى الحية...
لماذا قال السيد المسيح كونوا حكماء كالحيات:
💠 الحيه ذكيه جدا وتستخدم حكمتها فى الوصول إلى فريستها ،
والمؤمن لابد وأن يتصف بالحكمه الروحيه التى من الله ويستخدمها ليكون صيادا للنفوس .
💠 الحيه بارعه فى حذرها من الخطر ، لا تعطى فرصه لأحد أن يلقى لها فخا ،
وهكذا المؤمن لا يسمح لأحد ( للشيطان ) أن يخدعه ويكون حذرا من كل عثره وكل خطيه .
الحيه حريصه جدا على حفظ رأسها فى امان حتى لو تعرض جسمها كله للضرب ،
فحياتها فى رأسها ، والمؤمن رأسه وحياته هو المسيح ، فيجب أن يحفظ فكر المسيح لكى لا يهلك .
💠 الحيه تختبىء فى الصخر ، والمؤمن يحتمى بالمسيح .
💠الحيه مكاره وأحيل جميع الحيوانات البريه ،
وهكذا يجب أن يكون للمؤمن مكر الحيه فى استخلاص الحمل من فم الذئب .
الحيه دائما مطارده من الجميع وهكذا المؤمن يطارده الشيطان وأتباعه لهلاكه .
💠 اذا شعرت الحيه بالشيخوخة تدخل فى ثقب ضيق وتسلخ جلدها فتخرج الى حياه جديده
، والمؤمن ملزم بالدخول من الباب الضيق ليخلع الإنسان العتيق ويلبس الجديد .
ولذلك الأطباء والصيادلة الرمز الذى أخذوه للطب والصيدلة هو الحية، لأن الطبيب كانوا يسموه الحكيم، وحتى اليوم يقولوا الحكيم والحكيمة، يقول أنا ذهبت عند الحكيم، هذا كان يقال من عدد قليل من السنين، وهو يقصد بذلك الطبيب، باعتبار أن الطب جزء من الحكمة ورمزه الحية...
تعليق لابد منه:
يقول الحكيم « الذكي يبصر الشر فيتوارى. والأغبياء يعبرون فيُعاقبون » (أم27: 12). تفكّر في يوشيا الملك التقي، الذي اندفع بلا مبرر إلى معركة لا تعنيه في شيء، فعرَّض نفسه للخطر ومات. ولم يكن هذا بحسب فكر الله قط (2أخ35: 20-25). بينما من الجانب الآخر نقرأ عن بولس الرسول الشجاع عندما طلب إليه الأخوة مرة ألاّ يعرِّض نفسه لخطر لا فائدة من ورائه، فقد استجاب لهم (أع19: 29-34).
لكن الرب إذ ذكر حكمة الحية، فقد أشار بعدها مباشرة إلى بساطة الحمامة.
ذلك لأننا عُرضة أن نتمادى في ما يعتبره الناس حكمة فنتصرف تصرفاً خالياً من البساطة تماماً. فهل يليق بالمؤمن مثلاً أن يكذب ليتفادى الوقوع في مشكلة؟ كلا بكل تأكيد. لقد فعل أبو المؤمنين إبراهيم ذلك عندما قال عن سارة إنها أخته (تك12: 11-20؛ 20: 1-13)، وكان ذلك خطأ في حياة ذلك البطل العظيم لا يفعل الحمام نظيره!
أو قد يتمادى المؤمن في الحكمة ليجنب نفسه المشاكل فيوقع فيها غيره. هذا أيضاً ليس من بساطة الحمام. ولقد فعل ذلك الرسول العظيم بولس لينجي نفسه من مأزق، فأوقع المجمع كله في معركة عندما قال أنا فريسي ابن فريسي (أع23: 6-10). نعم لقد كان بولس في هذا الموقف حكيماً كالحية لكنه لم يكن بسيطاً كالحمام.
إن الحية، وإن كانت من الجانب الواحد لا تعرِّض نفسها بلا لزوم للأذى، فإن الحمام من الجانب الآخر لا يؤذي غيره قط. ما أعجب يوسف ذلك الشاب الحكيم البسيط، ما أعظم حكمة الحية التي ظهرت فيه عندما هرب من فخ وغواية امرأة فوطيفار. وما أروع بساطة الحمام التي أظهرها عندما لم يدافع عن نفسه ليجنب تلك المرأة الفاجرة الأذى!!
وهذا معنى: كونوا حكماء كالحيات وبكاء كالحمام..
د.امير فهمي زخاري المنيا