كتب - محرر الاقباط متحدون
زار قداسة البابا فرنسيس، في اطار زيارته الرسولية إلى البرتغال، بمناسبة اليوم العالمي للشبيبة ٢٠٢٣، حديقة "فاسكو دا غاما" في العاصمة لشيبونة حيث تم تجهيز مائة وخمسين كرسي اعتراف ومنح البابا شابين من إسبانيا وإيطاليا وشابة من غواتيمالا سر الاعتراف، قبل أن يتوجه إلى مركز سيرافينا الرعوي للقاء ممثلين عن بعض مراكز الرعاية والأعمال الخيرية الناشطة في البرتغال.
وجه البابا فرنسيس للحاضرين خطاباً استهله مرحبا بالجميع وخص بالذكر كاهن الرعية، وشكره على الكلمة التي وجهها له. ثم قال الحبر الأعظم: حسنٌ أن نكون هنا معًا لأنّنا، في لقاء اليوم العالمي للشّبيبة، ننظر إلى العذراء التي قامت فمضت لتساعد. في الواقع، المحبّة هي أصل وهدف المسيرة المسيحيّة، وحضوركم، أنتم واقع نراه، أنتم ”المحبّة التي تعمل“، وهذا يساعدنا على ألّا ننسى اتجاهنا ومعنى ما نعمله. أشكركم على شهاداتكم، وأريد أن أركِّز على عمل الخير معًا، والعمل بصورة واقعيّة.
أوّلًا: عمل الخير معًا أي أن نعيش ونساعد ونحبّ معًا: الشّباب والبالغين، الأصحاء والمرضى، معًا. يجب ألّا يُعرّف عن أنفسنا انطلاقًا من المرض أو المشاكل، لأنّنا لسنا مرضًا أو مشكلة: نحن، كلّ واحد منّا، عطيّة، عطيّة فريدة بالرّغم من حدودنا، وعطيّة ثمينة ومقدّسة لله، وللجماعة المسيحيّة وللجماعة البشريّة. وهكذا، كما نحن، نُغنِي الجماعة ونترك الجماعة تُغنينا.
تابع البابا فرنسيس متحدثا عن الوجه الثاني الذي هو العمل بصورة واقعيّة. وقال: إنّ الكنيسة "ليست متحفًا للآثار. إنّها نبع القرية القدّيم الذي يعطي الماء لأجيال اليوم والمستقبل". النّبع يخدم لإرواء عطش الأشخاص الذين يصِلُون متعبين بثقل ومشقّات السّفر والحياة! الواقعيّة، أيّ الانتباه إلى الأمور كما هي ”هنا والآن“، وهذا ما تفعلونه أصلًا، مع الاهتمامّ بالتّفاصيل ومع الحس العمليّ، وهي فضائل جميلة تميِّز الشّعب البرتغالي.
بعدها قال البابا إنه يود أن يتوقف عند فكرة لم يكتبها، لكنها جزء من روح ما يريد قوله. وأضاف: لا يوجد حبّ مجرد، فالحب الأفلاطوني لا وجود له في الواقع. الحب ينبغي أن يكون ملموساً، إنه الحب الذي يلطّخ اليدين. وكل وحد منا مدعو لأن يتساءل ما إذا كان الحب الذي يكنه حيال الأشخاص الحاضرين هنا، والأشخاص الآخرين ملموساً أم مجردا؟ عندما أمد يد المساعدة إلى شخص محتاج، إلى مريض، إلى شخص مهمش، هل أخاف من أن ينقل لي العدوى؟ هل أشعر بالقرف حيال الفقر؟ فقر الآخرين؟
وأضاف الحبر الأعظم أن بعض الأشخاص يعيشون حياة نظيفة لكن لا جدوى منها، ويمرون على هذه الدينا دون أن يتركوا أثراً، لأن حياتهم لا ثقل لها. لكن هنا يوجد واقع يترك أثراً منذ سنوات طويلة، ويشكل مصدر إلهام للآخرين. واعتبر البابا أنه لا وجود لليوم العالمي للشبيبة إن لم يؤخذ هذا الواقع في عين الاعتبار. لأن هذا النشاط يعكس أيضا وجه الشبيبة، لأنه يولّد حياة جديدة باستمرار، من خلال تصرفاتكم والتزامكم، ومن خلال تلطيخ اليدين للمس بؤس الآخرين، وهذا يولد إلهاماً ويولّد الحياة.
ختم البابا فرنسيس خطابه إلى الممثلين عن بعض مراكز الرعاية والأعمال الخيرية قائلا: شكراً على كل هذا، أشكركم من صميم القلب. سيروا إلى الأمام ولا تفقدوا الشجاعة.