محرر الأقباط متحدون
خلال زيارته مقر منظمة سكولاس أوكورينتيس، وإلى جانب حديثه إلى الشباب انطلاقا من شهاداتهم وأسئلتهم، شاركهم البابا فرنسيس في وضع لمسته على رسم جداري هو مبادرة للمنظمة جمعت شبانا وشابات من بلدان وأديان مختلفة.
زار البابا فرنسيس ظهر اليوم الخميس ٣ آب أغسطس مقر منظمة سكولاس أوكورينتيس في كاشكايش على بعد ٣٥ كيلومترا من العاصمة البرتغالية لشبونة. وتحدث الأب الأقدس إلى شباب المنظمة الدولية فأشار في البداية إلى أن سكولاس أوكيرينتيس تجعل الشباب في سير وتجعلهم يحترمون الآخرين ويصغون إليهم وتجعل الآخرين يصغون إليهم، كما وترشد إلى الطريق وتجعل الشباب يسيرون قدما، ووصف البابا بالتالي سكولاس أوكورينتيس بلقاء خلال سير. وتجدر الإشارة إلى ان المشاركين في هذا اللقاء يشاركون في مبادرة لسكولاس اوكورينتيس بعنوان "حياة بين العوالم"، وهم من دول وأديان مختلفة.
وفي إجابته على أسئلة الشباب وتعليقا على شهاداتهم توقف البابا فرنسيس عند مواضيع عديدة ومن بينها الأزمات، فأكد أن الأزمات تجعل الأشخاص يختارون، وأضاف ان حياة بلا أزمات هي مثل ماء مقطَّر بلا مذاق، وأكد أن المشاكل علينا تحملها وحلها والسير فيها لا التوقف. وشدد قداسته هنا على ألا يفعل الشخص هذا بمفرده بل مع آخرين، وهذا أمر هام في منظمة سكولاس أوكورينتيس، قال البابا، أي حل الأمور والسير إلى الأمام والنمو معا.
تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك وانطلاقا من كلمات الشباب عن الفوضى، فأشار إلى قول البعض إن حياتنا البشرية هي تحويل الفوضى إلى فسحة، أي تحويل ما لا معنى له إلى شيء له معنى، فضاء مفتوح يوجه دعوة. وواصل قداسته مازحا إنه لا يريد أن يكون في هذه اللحظة معلم تعليم مسيحي إلا أننا إذا نظرنا إلى تركيبة سرد الخلق فسيمكن لمس الحديث عن سرد شاعري لكيفية تحويل الله الفوضى إلى كون. وتابع البابا فرنسيس أن في حياتنا أيضا تكون هناك لحظات فوضى وعدم نظام، لحظات لا نعرف فيها أين نقف، وأكد ان جميعنا نمر بمثل هذه اللحظات. وقال الأب الأقدس أن هنا يأتي عمل الأشخاص الذين يرافقوننا، عمل جماعي يحوِّل العالم. وأشار قداسته في هذا السياق إلى الرسم الجداري الذي ينفذه المشاركون في مشروع منظمة سكولاس أوكورينتيس وشَبَّه البابا هذا الرسم بكابلة سيكستين صغيرة، وقال إن خلف هذا العمل هناك فسحة، فضاء تم تشكيله من الفوضى. ودعا الشباب إلى عدم نسيان هذا الأمر مضيفا أن هذه هي مسيرة كل واحد منا وتحدث عن حياة تَلمس في الأزمات الفوضى لكنها تتحول داخلنا وفي الجماعة، أي في الحياة الشخصية وفي العلاقات، إلى فسحة، كون. ووجه قداسته التحية إلى الشباب على هذا العمل.
دعت بعد ذلك إحدى الشابات باللغة الإسبانية البابا فرنسيس إلى التوجه نحو ذلك الرسم الجداري مع الشباب الحاضرين ليضيف بفرشاة لمسته هو أيضا، بل ليختتم بلمسته هذه هذا العمل. وتحدثت الفتاة عن لمسة مميزة، قادرة على أن تدشن عملا افتراضيا يواصل توحيد جماعات سكولاس أوكورينتيس في جميع أنحاء العالم. وأمسك الأب الأقدس بالفعال بالفرشاة رساما بعض الخطوط الملونة في هذا العمل الجماعي.
هذا وفي ختام هذا اللقاء مع الشباب المشاركين في مبادرة منظمة سكولاس أوكورينتيس تحدث البابا فرنسيس عن السامري الصالح فقال أن لا أحد منا يُستثنى من واجب أن يكون كالسامري الصالح. وأضاف أن على كل شخص أن يبحث عن كيفية القيام بهذا الواجب في حياته. وتوقف قداسته عند مَن مروا بالرجل الملقى على الطريق في مَثل السامري الصالح، والذين لم يقتربوا منه مفضِّلين الحفاظ على طهارة شكلية بألا يلمسوا هذا الجريح ودمه. ودعا البابا فرنسيس الشباب إلى أن يسأل كل منهم نفسه ما الذي يجعله يشعر بالشفقة. وختم متحدثا عن رحمة السامري الصالح وذكَّر بقول يسوع لأحد علماء الشريعة الذي سأل المسيح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية، حيث قال يسوع: "اذهب فاعمل أنت أيضا مثل ذلك".