الأقباط متحدون - معركة الإيمان
أخر تحديث ٢١:٢٢ | الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٢ | ٣ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٤٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

معركة الإيمان

بقلم: القس أيمن لويس
تحدثنا فى المقال السابق عن انواع المعارك التى تخوضها كنيسة الايام الاخيرة المضطهدة ، ولم نذكر كلمة ( سوف ) فى الجملة السابقة على أعتبار ، أننا لانتكلم عن أمور مستقبلية بل عن واقع معاش ، هذا بحسب رؤيتنا . ومن المعارك التى ذكرنها :
 
• معركة أنتزاع الحقوق .
• معركة التهديد بالافقار والموت .
• معركة الانقسام والخيانة.
• معركة الاذعان والخضوع .
وفى هذا العدد نستكمل بقية المعارك التى تخوضها كنيسة الايام الاخيرة المضطهدة .
 
• معركة الايمان . غالبا ما يلقى الشيطان وقت أجتيازنا تجارب تزكية ايماننا فى اذهاننا هذا الفكر " احقاَ الله هو الذى يملك الحياة ، ويسيرها ؟ إن كان الامر كذالك !! ، فلماذا يسمح لنا بهذه المعاناة ، وبهذا المقدار من الالم ؟!!!!! . ماذا عن هذه العقيدة التى يعتنقها غالبية المجتمع والاخر الذى يجاورنى السكن ويزاملنى فى العمل ويقاسمنى الحياة ؟!! ، وهو نفس السؤال الذى كان يلح على المسيحيين الذين كانوا تحت الالم والاضطهاد ، أبان الحكم الشيوعى . ماذا عن المبدا الشيوعى  من الحياة ! اليس فى هذه العقيدة أو هذا المبدأ ولو بعض من الحق ؟ " . وعند هذا الحد تكون قد حققت الضغوط السابقة نجاحاَ جزئياَ ، إذ أن المسيحى بدأ يدخل فى دائرة الشك ، والبدء من جديد للبحث عن اليقين ، وهنا يكون أمام المسيحى أحد الخيارين ، الاول وهو الاسهل ، الخضوع والاذعان للغضوط وترك الايمان المسيحى بما يضمن لهم راحة البال وليس الضمير ، ويحقق لهم مكاسب دنيوية ومصالح شخصية ، أو الثانى وهو الاختيار الاصعب إنهم يحاربون بدافع نقى للبقاء ، لأن لديهم تحديداَ واضحاَ، ثابتاَ لأساسيات الايمان بالمسيح ، مهما كلفهم هذا من ثمن . وعلى الرغم من معاناتهم ، فهم يرون أن الله هو السيد وهو الذى يحكم الموقف برمته ، ويقرون أن الله سمح لهم بالوقوع فى السبى ، ووضعهم تحت حكم قاسى وصارم ، وأنه عليهم أن يستمروا فى محبتهم للجميع حتى لمن يضطهدونهم ، وأن يثبتوا فى الايمان . وأكثر من ذلك ، فإن معركة الايمان تأخذهم إلى تعلم طول الاناة ، وتحمل الالم .
 
لقد أعطتنا كنيسة الاضطهاد الرسولية الاولى  كنوزاَ من الخبرة ، بخصوص هذه الحرب الروحية ونتائجها الايجابية على مستوى الافراد والجماعة (الكنيسة) . لاننسى أننا نتحدث عن الايام الاخيرة ، وأنتظار مجىء رب المجد المقام من الاموات ، هللويا  . ولاننسى أيضا ما حزرنا منه السيد الرب فى معرض انتظارنا قائلاَ  " لا يضلكم أحد "  (مت2:24 ، مر5:13) ، "حين يجىء الذى صار بشراَ (الرب يسوع المسيح) ، هل يجد على الارض من يؤمن به؟" (لو 8:18) . إن الاستمرار  فى هذه المعركه  التى تدور رحاها بدون هواده ، مع علمهم بأنهم قد يقضون حياتهم كلها ، تحت سلطان هذا الحكم القاسى فى بلادهم ، بدون فرار ، قد يولد الشك والاجهاد لايمانهم ، من المهم  ان نعزى انفسنا ونشدد ايماننا بقراء سفر اعمال الرسل لنتعلم ان الصلاة والصوم والشركه فى  مثل هذه الظروف أمر حيوى وفائق الاهمية . ليس  هناك طريق مختصر أو طريقة ما لأختزال وقت المعركة ، فقط علينا ان ندرك ان الله معنا فى وسطها ، وانه من المهم أن تزداد حساسيتنا لاحتياجنا الواحد للآخر ، وان يحمل بعضنا اثقال بعض ، وان نشدد ما بقى ولاسيما ضعاف النفوس واصحاب الركب المخلعة والايادى المرتعشه .                                                               
 
* معركة الاولويات . لان المعركة ليست قصيرة ،  يصبح ليقظة المؤمنين اهمية كبيرة ، والاستعداد دائم . ومن ثم ، لابد ان نحدد اولوياتنا ومن اهمها عامل الوقت . إننا معشر المسيحين  لانجيد ممارسة السياسة بحسب قواعدها الدنيوية ، وانما  نتحرك دائما برد الفعل وبأتجاهات فردية عاطفية حماسيه وقتيه ، يحدثنا الكتاب المقدس فى (عب25:11-26) ان موسى وضع الايمان والعقيدة كأولوية أولى فى حياته "رافضاَ ان يدعى ابن ابنة فرعون (بما فيه من مميزات) مفضلاَ أن يذل مع شعب الله ،على أن يكون له تمتع وقتى بالخطية ، حاسباَ عار المسيح غنى ، أعظم من خزائن مصر ، لانه كان ينظر إلى المجازاة" .عن كتاب "اعظم من منتصرين " أن احد الاطباء المسيحيين الغيورين فى الصين ، كان يحظى بتقدير وأحترام أعضاء الحزب الشيوعى المحلى فى بلدته ، بسبب اخلاقة وكفائته ، فقاموا بعرض لترقيته فى مركز مادى فى مقابل اعتناقه المبادىء الشيوعية وتركه خدمته المسيحيه ، إن معركة الاولويات هى احد جوانب الحرب الروحية ، كما لوحظ ان البوليس السرى فى الدول الفاشية والقمعية التى لاتؤمن بالتعددية تستغل نقاط الضعف فى حياة الاشخاص كوسيلة للضغط  مثل الاصدقاء ، مركزه فى العمل ، مستقبل الابناء ، امن العائله ، المنطقة التى يسكن بها  .. الخ . واخر سلاح يستخدم فى الضغط هو التهديد بالسجن أو القتل .      
                                      
* المعركة الاخيرة ، الوحدة  . "فرق تسد" لقد اتبع الرومان فى القديم هذه الخطه ، وهى نفس الخطة التى يتبعها من لا يؤمنون بمدأ وجود الاخر . وهو محاولة استقطاب افراد  من المسيحيين لزرع الفتن  داخل الكنائس ، وخلق معارضه ضد الاجماع الكنسى ، واحداث حالة من الرفض والغضب لقادة الكنيسة ،  ويكون البوبيس السرى والتوظيف الاعلامى هم اهم الادوات المستخدمه فى ذلك . أنه لشىء فى غاية الاهمية ، أن يرتبط احدنا بالاخر فى المسيح ، وفى هذه المعارك علينا نبذ الاختلافات العقائدية والمذهبية الضيقة ، لان الواحد هو الذى يجمعنا (الاب والابن والروح القدس) ، متذكرين وصية  الروح القدس فى (أف1:4-6)"مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام ......رب واحد ، إيمان واحد ، معموديه واحده، اله واب واحد للكل ...ألخ".                 
                                                                  
فى قانون العسكريه قد لانكون جميعنا أصدقاء ، ولكن جميعنا ذو هدف واحد ، واقل ما يطلب منا هو أن يحترم بعضنا بعضاَ، وأن نشارك بعضنا بعضاَ فى تحمل المشقات (فيلبى1:2-11) . لقد شهد أحد القساوسة ، من الاتحاد السوفيتى سابقاَ ، واصفاَ النهضه التى حدثت فى البلاد فى نهايات النظام الشيوعى الذى إنهار ، وهى مستمرة حتى الان قائلاَ "إن هذا لتعبير حقيقى لصدق أيماننا ، الذى تجلى فى الوحدة بين الطوائف ، فالكاثوليك يدافعون عن الارثوذكس ، وهؤلاء يدافعون عن الرسوليين ، والمعمدانيون يدافعون عن الكاثوليك " ..... "كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك فى القضاء تحكمين عليه . هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندى ، يقول الرب "(أش 17:54) .       

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter