كتب - محرر الاقباط متحدون
وصل حجاج من جميع أنحاء العالم إلى لشبونة، للمشاركة في يوم الشباب العالمي، مع قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان.
وقال أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين خلال حديثه مع وسائل الإعلام الفاتيكانية، في جوابه على سؤال حول كيفية استعداد البابا فرنسيس لهذا اللقاء :" لدى الأب الأقدس انتظارات كثيرة لهذا اليوم العالمي للشباب في لشبونة، وقد دعا الشباب في العديد من رسائل الفيديو لكي ينضمّوا إليه في هذا الحج ولكي يستعدّوا لهذا الحدث الكنسي، ولاسيما من خلال الصلاة.
إنَّ البابا يصلّي من أجل جميع الشباب الذين انطلقوا إلى لشبونة خلال هذه الأيام، في القناعة والإدراك بأن هذه اللقاءات، وهذه التجمعات تتمتع بقوة كبيرة في حد ذاتها، قوة تغيير الحياة حتى بالنسبة للبعض.
وقد قال البابا مؤخرًا "إننا ننمو كثيرًا في مثل هذه الأيام!". لذلك يستعد الأب الأقدس لليوم العالمي للشباب في لشبونة يحركه رجاء كبير ويشجع الشباب لكي يتحلّوا بالموقف عينه إزاء جميع اللحظات التي سيعيشها معهم. وقبل أسابيع قليلة، تلقى هو أيضًا حقيبة الظهر التي سيحصل عليها الحجاج الشباب في لشبونة.
تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على سؤال حول معنى هذا اللقاء العالمي في سنة ٢٠٢٣ علمًا أن اليوم العالمي للشباب قد ولد من حدس القديس يوحنا بولس الثاني وقال إن خيار يوحنا بولس الثاني كان بلا شك خيارًا نبويًا وحدسًا نبويًا أكّد بالضبط أن الكنيسة تريد أن ترافق الشباب، وتريد أن ترافقهم لكي تعلن لهم الإنجيل وتسهّل لهم اللقاء بالمسيح؛ وأنّه على الكنيسة أن تشعر بأنها ملتزمة أكثر من أي وقت مضى، على المستوى العالمي، لصالح الشباب، لصالح همومهم واهتماماتهم، وآمالهم وأن تجيب أيضًا على انتظاراتهم، على الدوام في هذا المنظور للقاء المسيح الذي هو الطريق والحق والحياة.
لذلك، يبدو لي أن هذا الحدس النبوي يظهر في آنيته الكاملة حتى في أيامنا هذه. وهذا الحدس النبوي يحافظ اليوم أيضًا على آنيّته لأنه يريد إعادة التأكيد على التزام الكنيسة تجاه الأجيال الشابة.
وبالتالي من الضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى في عالمنا، الذي يمر بتغيير عميق، والذي عرف الخبرة المأساوية لوباء فيروس الكورونا والذي يعيش اليوم صراعات متعددة، في جميع أنحاء الكوكب أن يلتقي الشباب بوجه يسوع المسيح، وأن يعرفوا كلمته الخلاصية ويصبحوا تلاميذه. وهكذا، لا يزال يوم الشباب العالمي يثبت أنه أداة مهمة ومناسبة للتبشير في عالم الشباب.
ولديه أيضًا جانب من جوانب الأخوة العالمية، وهو واقع أن هؤلاء الشباب، القادمين من بلدان مختلفة وبالتالي بثقافات ولغات وأنماط حياة مختلفة، يمكنهم أن يلتقوا ببعضهم البعض ويتبادلوا الخبرات ويتبادلوا المواهب. لذلك يجب أن نكون شاكرين إذا تم المضي قدمًا في هذه الخبرة لمدة ٤٠ عامًا وإذا كان لا يزال لديها اليوم فرصة كبيرة لكي تؤثِّر على حياة الشباب.
أضاف الكاردينال بارولين مجيبًا على سؤال حول ما يمكنها الكنيسة أن تتعلّم اليوم من الشباب وقال أعتقد أن الكنيسة لديها أمامها التحدي الكبير لنقل الإيمان إلى العالم بشكل عام. وأعتقد أنه في مهمة الكنيسة هذه، لدى الشباب ما يخبرونا به. في عالم اليوم، ليسوا قليلون الذين لا يعرفون يسوع المسيح أو ربما رفضوه، وهكذا فإن عدد الذين فقدوا إيمانهم ويتصرفون كما لو أن الله غير موجود آخذ في الازدياد. لقد تحدث البابا غالبًا عن هذا الانقطاع في نقل الإيمان بين أجيال من شعب الله، موضحًا أنه من الطبيعي إلى حد ما بالنسبة لهم أن يشعروا بخيبة أمل من الكنيسة ويتوقفوا عن التماهي مع التقليد الكاثوليكي. كذلك يتزايد عدد الوالدين الذين لا يعمِّدون أبنائهم ولا يعلِّمونهم الصلاة أو يذهبون إلى جماعات إيمان أخرى.
هذا هو الوضع الذي يجب أن ندركه ويجب أن نأخذ في عين الاعتبار، ويلمس عن كثب حياة الشباب الذين يحملون في داخلهم أسئلة وشكوك كثيرة وتساؤلات لا يستطيعون الإجابة عليها. لذلك، فإنَّ ما يطلبه الشباب من الكنيسة هو أن تجدد الكنيسة دفعها الرسولي وأن تنطلق، بدون خوف، في مسيرة الارتداد الراعوي والإرسالي التي يريدها الأب الأقدس.
وبالتالي من الضروري أن نكون مبدعين، ومن الضروري أن نجد الشجاعة واللغة المناسبة لكي نقدّم يسوع المسيح لشباب اليوم، بكل نضارته وآنيته، بطريقة تجعل شباب هذا الزمن، الذين لديهم حساسية، وأساليب، وطرق عمل مختلفة عن أقرانهم في الماضي، يلتقون ويعيشون خبرة إيمان عميقة، ومن خبرة الإيمان العميقة هذه تولد الرغبة في مشاركتها مع جميع أقرانهم. لذلك، فهي دعوة لكي لا نبقى هادئين داخل أسوارنا، وإنما لكي نصبح مرسلين تجاه الشباب ونشركهم أكثر في مسيرة الإيمان هذه.
تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على سؤال حول إن كان بإمكان الشباب أن يتغلبوا على التحديات العديدة في العالم وقال نعم، وأعتقد أن الإشارة تأتي إلينا بالتحديد في الرسالة التي وجهها الأب الأقدس إلى الشباب لليوم العالمي للشباب، التي يقدم فيها العذراء التي، بعد البشارة، تقوم بسرعة وتذهب لزيارة نسيبتها أليصابات لكي تساعدها في تلبية احتياجاتها. هنا، تُظهر لنا العذراء مريم، وتُظهر للشباب بشكل خاص، درب القرب واللقاء. وأعتقد أن الشباب، بشكل خاص، عندما يسلكون هذه المسارات، دروب القرب واللقاء هذه، يكون لديهم القدرة في داخلهم على مواجهة التحديات العديدة التي يواجهها مجتمعنا والمساعدة في التغلب عليها. تبادر إلى ذهني شهادات العديد من الشباب الذين، تمامًا على مثال العذراء مريم، لم يخافوا من أن يتخلّوا عن وسائل الراحة لكي يكونوا قريبين من المحتاجين والمعوزين، ولم ينغلقوا على أنفسهم ولكنهم اختاروا أن يستثمروا مواهبهم وقدراتهم، وما حصلوا عليه للآخرين ويبحثون عنه من خلال الخيارات، التي يمكنها أن تبدو أيضًا خيارات محدودة، لا بل صغيرة ولكنها تُنمّي الخير في العالم. وبالتالي أعتقد أن هذه هي المساهمة التي يمكن أن يقدمها الشباب للتحديات الكبرى في عصرنا.
أضاف الكاردينال بارولين مجيبًا على سؤال حول معنى زيارة البابا فرنسيس إلى مزار العذراء مريم سيّدة فاطيما خلال اليوم العالمي للشباب وقال إنها زيارة مهمة حيث سيلتقي خلالها الأب الأقدس بالشباب المرضى وسيصلي معهم صلاة مسبحة الوردية. لحظة قويّة. وأعتقد أن البابا يريد أن يعيد التأكيد على رسالة العذراء مريم إلى الرعاة الصغار الثلاثة، عندما ظهرت لهم في عام ١٩١٧. لقد كانت كلمات تعزية، كانت كلمات رجاء في عالم في حالة حرب، لا يختلف كثيرًا عن الواقع الذي نختبره اليوم. ودعت العذراء الرعاة الصغار ومن خلالهم جميع البشر لكي يصلوا ويتلوا صلاة مسبحة الوردية المقدسة بثقة كبيرة من أجل الحصول على السلام في العالم. لذا فإن البابا فرنسيس، الذي يحمل في قلبه على الدوام مأساة المتورطين في النزاعات، في هذه الزيارة إلى مزار العذراء سيدة فاطيما خلال اليوم العالمي للشباب، يطلب منا ألا نفقد الشجاعة وأن نثابر على الصلاة وبشكل خاص علىي صلاة مسبحة الوردية.
تابع أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان مجيبًا على سؤال حول ما يمكنه أن يولد من هذا اللقاء العالمي للشباب وقال هناك نعمة الله التي تعمل في قلوب الأشخاص وفي قلوب الشباب، لكني أود أن أسلّط الضوء على أن هناك ثلاث وقفات من اللقاء التي تبدو مهمة جدًا بالنسبة لي. الأولى هي الاصغاء للرب، ولدعوته. من اللحظات المهمة بشكل خاص في هذا المعنى هي عشيّة الصلاة مساء يوم السبت، التي سيتخلّلها أيضًا سجود للقربان المقدّس. إن اللقاء بالرب الحاضر في الإفخارستيا والسماح له بأن يلتقي بنا يعني أن نكون مستعدّين للاصغاء أيضًا إلى كلمته: فيحدث لقاء يمكنه أن يغير حياة العديد من الشباب. وقفة الإصغاء الثانية هي وقفة الإصغاء إلى البابا، فنحن نعلم مدى قدرة البابا على التواصل والدخول في تناغم مع الشباب، ومدى قدرته على التحدث إليهم، وإعطائهم كلمات يمكنها أن تهزّهم وتشجعهم وتحفّزهم على أن يقدّموا أفضل ما لديهم. حتى اللقاء مع خليفة بطرس، كشاهد ومعلّم للإيمان، يمكنه أن يصبح نقطة تحوّل في حياة الشباب. والوقفة الثالثة هي لقاء الشباب بين بعضهم البعض وإصغائهم لبعضهم البعض: إنَّ كل يوم عالمي للشباب هو أيضًا مناسبة للقاء، كما قلت، للشباب الذين يأتون من بلدان أخرى، لكي يكتشفوا كيف يعيش أقرانهم اختلافاتهم وكيف يمكنهم أن يُغنوا بعضهم البعض.
أضاف الكاردينال بارولين مجيبًا على سؤال حول ما يريد أن يقوله للشباب الذين لا يمكنهم أن يكونوا في لشبونة على الرغم من رغبتهم في ذلك وقال نحن نعلم أنه بينما يُعقد اليوم العالمي للشباب في لشبونة، ستكون هناك أيضًا أحداث محلية وسيكون من الممكن متابعة اليوم العالمي للشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. والذين لا يستطيعون - لأسباب مختلفة – أن يذهبوا إلى لشبونة، أنا أدعوهم لكي يتّحدوا روحياً مع البابا ومع أقرانهم الموجودين في البرتغال ويعيشوا، حتى ولو من بعيد، هذه الخبرة بقوة من خلال الصلاة معهم ومن أجلهم. وبالتالي يجب أن يشعروا هم أيضًا بأنهم جزء حي من اليوم العالمي للشباب! وأريد أن أختتم بالقول، كما قال الأب الأقدس، إن الأيام العالميّة للشباب ليست "ألعابًا نارية"، أي لحظات من الحماس، وربما لحظات حماس كبير أيضًا ولكنها تبقى منغلقة على نفسها: هذا الأمر لا يكفي، بل يجب أن يتمَّ إدماجها في راعويّة الشباب العادية. لذلك، قبل كل يوم عالمي للشباب يجب أن يكون هناك عمل رعوي للأبرشيات والرعايا المدعوة لكي تُعدَّ التجمعات العالمية، ومن ثمَّ يجب متابعته بعد ذلك. أعتقد أنه في هذه اللحظة، يجب على جميع الشباب، حتى الذين لا يستطيعون أن يكونوا حاضرين في لشبونة، أن يشعروا بأنهم معنيون وبأنهم رواد بشكل كامل.