محرر الاقباط متحدون
قام دير أبومقار فى وادى النطرون، باحياء، الذكرى الخامسة لاستشهاد نيافة  الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس الدير الراحل، وذلك من خلال أداء مجموعة من الصلوات فى الكنيسة الأثرية بالدير، مع اقتصار ذلك على رهبان الدير فقط، وعدد قليل من الأقباط.
 
وتطلق مدرسة الإسكندرية للدراسات اللاهوتية، التابعة للكنيسة الأرثوذكسية، للعام الثانى على التوالى، النسخة الثانية من الملتقى البحثى المخصص لتخليد اسم الأسقف الراحل، تحت عنوان «إبيفانى»، بمشاركة عدد من الباحثين الشباب.
 
ويقدم الباحثون الشباب المشاركون فى ملتقى «إبيفانى» أوراقًا بحثية عن موضوعات لاهوتية وعقائدية، بهدف دعم الأفكار البحثية المختلفة، والفكر الكنسى المستنير الذى دعمه الأسقف المقتول داخل الدير منذ ٥ سنوات.
 
وُلِد الأنبا إبيفانيوس باسم تادرس زكى تادرس جرجس، يوم الأحد الموافق ٢٧ يونيو ١٩٥٤، فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وهناك نشأ وترعرع بين أسرة تقيَّة متدينة مرتبطة بالكنيسة ارتباطًا روحيًا صادقًا، ووالده الأستاذ زكى مشهود له من الجميع بودِّه ووداعته والتزامه ودقته وأمانته، لذلك اختاره الأنبا يوأنس، أسقف الغربية السابق، عضوًا فى مجلس كنيسة مار جرجس بالحمرة.
 
التحق «تادرس» بدير القديس الأنبا مقار يوم الجمعة الموافق ١٧ فبراير ١٩٨٤، وبدأ عمله فى الدير كأى مبتدئ، فعمل أولًا فى حظيرة تربية الدواجن، بجانب مساعدته الآباء الأطباء فى خدمة المرضى من الرهبان والعمال، لكنه كان متميزًا فى سرعة استجابته وانفتاحه، مع شغفه الشديد بالقراءة والاطلاع والبحث، حتى إنه لفت انتباه أبيه الروحى القمص متى المسكين فى إجابته واتساع معرفته، فنقله بعد فترة للعمل فى المطبعة مع الآباء العاملين هناك.
 
ورُسم راهبًا باسم إبيفانيوس المقارى فى ليلة «سبت النور»، يوم السبت الموافق ٢١ أبريل ١٩٨٤، فازداد نشاطه فى الخدمة والعطاء والبذل، وكان مثالًا للراهب الملتزم والغيور، المحب للقراءة والاطلاع والبحث، فأضيفت، إليه مساعدة الآباء المشرفين على مكتبة الدير الحافلة بالمراجع الدينية ودوائر المعارف والقواميس فى مختلف الموضوعات واللغات، والمجلات الدورية المتخصصة، والمخطوطات القديمة، واستمر عمله فى المكتبة واهتم بتنسيقها وترتيبها وتزويدها بأهم المراجع وأحدث الكتب الجديدة المهمة، وتنظيم استعارتها، وتشجيع الرهبان على القراءة والبحث.