ياسر أيوب
لم تكن السباحة الأمريكية بولا سكانلان تحكى عن ذلك فى حوار صحفى أو تليفزيونى.. ولم تكتب هذا عبر صفحاتها الخاصة عبر السوشيال ميديا.. إنما كانت تجلس يوم الخميس الماضى أمام هيئة قضائية خاصة شكلها الكونجرس الأمريكى لتعقد جلسات استماع وتحقيق فى كل ملفات وقضايا التحول الجنسى.
وقالت بولا إن إدارة جامعة بنسلفانيا أجبرت كل السباحات فى فريق الجامعة على تبديل ثيابهن أمام ليا توماس التى كانت، حتى العام الماضى فقط، شابا يمارس رياضة السباحة قبل أن يعلن تحوله إلى امرأة لتضمه جامعة بنسلفانيا إلى فريقها النسائى للسباحة.. ولجأت بولا مع زميلاتها لإدارة الرياضة والجامعة للشكوى وأنهن لسن مضطرات لتبديل ثيابهن أمام رجل لدرجة أنهن أصبحن يقمن بذلك فى دورات المياه، وليس فى غرفة خلع الملابس الخاصة بالفريق.
وقالت بولا إنها وزميلاتها فوجئن بالجامعة تخبرهن بأن موضوع ليا غير قابل للنقاش، وأنهن ناقصات تعليم وثقافة، وأن ليا ستبقى فى الفريق مثلها مثل أى لاعبة أخرى.. وأضافت بولا أن ليا كانت شابا لم يفز بأى بطولة ولم يحقق أى نتائج مميزة بعكس الحال حين سمحوا له بمنافسة النساء ففاز ببطولته الأولى.. وأنها قد لا تملك حق معارضة اشتراك الرجال فى مسابقات وبطولات النساء الرياضية لكنها بالتأكيد تملك هى وغيرها حق ألا تخلع ثيابها أمام رجل غريب.
وأصبح حديث بولا أمام لجنة الكونجرس وما تضمنه من وقائع وحكايات مثار اهتمام الصحافة والشاشات الأمريكية وانزعاج أمريكيين كثيرين لايزالون يحتفظون بفطرتهم وطبيعتهم الإنسانية وقواعدهم الأخلاقية.
وانقسم الذين استاءوا من حديث بولا ومن جلسات تلك اللجنة البرلمانية إلى فريقين.. فريق يدعى المحافظة على حقوق الإنسان وأن كل ما يجرى حاليا سواء فى قاعات الكونجرس أو الإعلام الأمريكى هو تضييع لحقوق المتحولين جنسيا رغم أنه من حقهم اختيار جنسهم وحقهم أيضا فى حياة طبيعية وهادئة.
والمثير فى الأمر أن هؤلاء حماة الحقوق لا يعترفون مطلقا بحق أى أحد فى أن يرفض ذلك وألا يتقبله ويراه أمرا يتعارض مع الفطرة الإنسانية وما يؤدى إليه أيضا من تجاوزات أخلاقية وقانونية مثلما تحدثت بولا سكانلان أمام الكونجرس.
والفريق الثانى كان يعارض فقط بمنطق سياسى لا أخلاقى أو قانونى.. وهى حرب بدأت فى إبريل الماضى بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى بعدما أعلن الجمهورى كيفين ماكارثى، رئيس مجلس النواب، موافقة الكونجرس على إصدار قانون يمنع أى دعم حكومى لأى مدرسة أو جامعة تسمح بمشاركة من كانوا رجالا فى مسابقات رياضية نسائية.. وأعلن ماكارثى يومها أنه قانون ينتصر للقيم الإنسانية والأخلاق والعدالة الرياضية.. وهو القانون الذى أعلن عليه الحرب الرئيس الأمريكى بايدن.
نقلا عن المصري اليوم