محمد أمين
القصة الآن لم تعد زيادة إنتاج وتشغيل مصانع الغزل والنسيج لتحقيق فائض.. القصة أكبر من ذلك بكثير.. هناك ثورة الآن في عالم الأقمشة المعالجة بالنانو، تتولاها أقسام الغزل والنسيج في الجامعات. ليست الأقمشة القطنية والبوليستر ولكن «النانو تكستايل» فهى تنتج ملابس ضد البكتيريا والجروح، والتقرح، وربما الحريق، وتعالج بعض الأمراض!.

السؤال، هل هذا النوع سيكون متاحًا للناس ومتى يحدث ذلك؟.. الخبراء يقولون نحتاج لوقت لخروج الصناعة من المعامل إلى الاستخدام التجارى لا يقل عن خمس سنوات.. وتم بالفعل علاج حالات بالأنسجة!.

هذه الصناعة لا تزال في طور التجريب في المعامل، ويتم تصنيعها على نحو محدود وهى الأقمشة النانوية «أو النانو تكستايل»، وقماش النانو عبارة عن منسوجات مصممة هندسيًا بجزيئات صغيرة تعطى المواد العادية خصائص مفيدة مثل؛ مقاومة الماء الفائقة (المقاومة الشديدة للماء)، إزالة الرائحة والرطوبة، زيادة المرونة والقوة، ومقاومة البكتيريا. اعتمادًا على الخاصية المرغوبة، يتم تصنيع النسيج النانوى من ألياف نانوية، وتستخدم تلك الأقمشة غالية الثمن حاليا في علاج التقرحات، أو بعض الجروح، ويتم دراسة استخدامها لعلاج أمراض الأعصاب الطرفية!.

كما أن أبحاث الأقمشة النانوية تحتاج جهدًا متعدد التخصصات يشمل الهندسة الحيوية، الكيمياء الجزيئية، والفيزياء، والهندسة الكهربائية، وعلوم الكمبيوتر، وقد تحدث ثورة في صناعة المنسوجات ومجالات الطب مثل توصيل الأدوية وهندسة الأنسجة!.

وأعتقد أن الخبراء في هذا المجال قلة محدودة، كما أن العمال المهرة المتخصصين في هذا المجال أقل مما يجب، ومع ذلك أصبح استخدام الجسيمات النانوية والألياف النانوية لإنتاج أقمشة نانوية متخصصة موضع اهتمام، بعد تطوير الغزل الكهربائى في الثمانينيات، ومعناه أنك سوف ترتدى القميص من النوع الواقى من الأمراض والبكتيريا والتقرحات والأمراض الجلدية خاصة في فصل الصيف شديد الحرارة!.

والآن يجرى بحث صباغة الأقمشة المعالجة بطلاء الجسيمات النانوية، أثناء التصنيع، وقد تنتج مواد تقتل البكتيريا وتقضى على الرطوبة والرائحة وتمنع الكهرباء الساكنة، وتخلق «شعيرات» البوليمر طبقة رقيقة تمنع السوائل من الاتصال بالنسيج الفعلى. ومن الممكن استخدام الأقمشة النانوية ذات الخصائص المقاومة للأوساخ والبقع والمقاومة للماء الفائقة. ويرى أحد الخبراء الذي أشار إليه تقرير صحفى نشرته «اليوم السابع»، أننا نحتاج إلى خمس سنوات لإتمام هذا الأمر، وقال إنه يمكن تصنيع أقمشة لعلاج الجروح وملايات طبية تمنع تقرحات الفراش وأقمشة ضد المياه والحريق وغيرها!.

أتذكر أنه ربما كان الدكتور محمد النشائى أول عالم يتحدث عن علم النانو في مصر، في وقت متزامن مع الدكتور مصطفى السيد، والذى تم تصنيفه عالميًا بعالم النانو، وحصل على جوائز عظيمة في هذا الشأن.. الغريب أن النشائى واجه اتهامات بالتشكيك في أبحاثه ولجأ إلى القضاء ضد إحدى الدوريات العلمية، ولم يكسب القضية للأسف!.
نقلا عن المصرى اليوم