Oliver كتبها
- منذ إنسحقت مريم بفرح تحت بصر الثالوث القدوس صارت إنسانة لم يأت و لن يأت على الأرض مثلها.إذ نالت مجداً لايتكرر لكونها أم الكلمة يسوع إبن الله.حين إنفتح قلبها بالخضوع الكامل صارت أحشاءاَ أخذ منها إبن الله جسده.
- حين ولد منها المسيح لم يغادرها.موضع جسده صار هيكله الذى لا يفارقه.كل إبن يشبه أبواه أما العذراء و يوسف فقد صارا على شبه إبنهما يسوع .هو أخذ منها جسداً و هى أخذت منه كل شيء.ولدت لنا جوهر الإنجيل ربنا يسوع.
-عاشت الإنجيل قبل أن يُكتب لأن روح الله الموحى بالكلمة هو بذاته الذى حل عليها كى تحبل بالكلمة.كانت سطور الإنجيل تتكون فى أحشاءها ,تتبلور فى وليدها يسوع,ثلاثون سنة و هى منفردة بكلماته قبلما يعلن للناس عن ذاته.نطق فيها بكل الأسرار.تعلمت الأمور غير المنظورة قبل كل أحد.عرفت ما لا يعرفه سواها.
- الكلمة جاء من السماء و جعلها سماءاَ له .أحشاؤها عرشٌ جلس فيه السيد و حكم.من بطنها أدار الكون و تجسد.الشريعة الحية من عندها إنبعثت بقوة العلى.سمعته قبل الناس.ملأها صوته و صمته.
- كالإنجيل تمضى و صمتها كالكلام.كلامها تسبيح أعمق من مزامير داود.في بطنها تجمعت النبوات.صارت الرموز حقيقة.تأملوا صهيون الأم.العذراء التى إستوطنها كلمة الآب.فتح قلبها كصفحة.كتب فيها أسراره . أنفاسه فيها كما الإنجيل.لجميع الأجيال إنجيل المسيح .الأم البتول الإنجيل غير المكتوب المقروء فى كل الأجيال فيطوبونها لأنها علمتنا الثالوث المقدس.
- كإبنها عاشت و تعيش.قام و صعد و إلى هناك صارت معه.العذراء تابوت الله الذى صار فى موضع قدسه.هى إنجيله يتجلى فيها.إذا أظهرها لنا سربلها بكل الأنوار.يراها الناس فتتغير القلوب.تتبدل الأحداث.شريكة سماوية للأرضيين كسطور الإنجيل تهدينا للمسيح يسوع و تقدمه إلينا طالبة أن نحيا كل ما يقوله بغير تشكك .
- الإنجيل سراج و نور و العذراء أم هذا النور.الإنجيل كلام الحياة الأبدية والقديسة مريم أم معطي الحياة الأبدية الإنجيل رسالة خلاص المسيح المعلم و العذراء أم المخلص رسول خلاصنا ,
- بها بدأ الإنجيل إنجيله .قدمته للكبار زكريا و أليصابات.قدمته للجنين يوحنا فى بطن أمه.قدمته للكاهن و النبى سمعان الشيخ.قدمته لحنة النبية.قدمته للشيوخ فى الهيكل فى صباه. كما يقدم الإنجيل المسيح كذلك فعلت العذراء و قدمته فى عرس قانا الجليل .بها بدأ المسيح إعلانه عن ذاته و عند الجلجثة حقق شوق قلبها هذا الذى سبحته قائلة تبتهج روحى بالله مخلصى.ذهب إلى الجلجثة ليبهجها بخلاصه فإبتهجت كل أرواحنا بعد العذراء.
- من الميلاد إلى الجلجثة كالإنجيل صارت العذراء..تصورت قدامها الأحداث. تنبأت بالتسبيح .صاحبته أكثر من الملائكة.إلتصق بها أكثر من البشر.
- حفظت كل الأمور فى قلبها و لو نطقت لتضاعفت كلمات الإنجيل أضعافاً كثيرة.العذراء علمت الرسل .أخبرت التلاميذ بأسرار لم يعاينوها.عندنا إنجيل إلهى مكتوب مع صمت العذراءغير المكتوب .بالإنجيل و العذراء نتهلل.
- إبراهيم البار بالإيمان يعرف عظمة التى آمنت بما قيل لها من قبل الرب.موسى رئيس الأنبياء يتعلم حقيقة حمل الفصح الذى من أحشاءها خرج.يترنم داود بكلمات العذراء و سليمان يجلس قدامها بمهابة يتعلم الحكمة من أم أقنوم الحكمة.إشعياء يتعجب و يدرك سر ما نطقه الروح بلسانه أن العذراء تحبل و تلد إبنا و يدعى إسمه عمانوئيل.صموئيل يعرف اليوم أن الله سمع لأمه البتول و تجسد و خلصنا.كل الأنبياء يتعرفون واحداً فواحداً عما قالوه دون أن يعرفوا أعماقه.من العذراء تبدأ معرفتهم بأسرار العهد الجديد.
- أم النور سحابة تتقطر منها نعم الروح.صارت للقديم مفسرة و للجديد بداية العهد.لولا أن الرب أنعم علينا بالعذراء لبقي القديم قديماَ و بقيت الرموز مختومة و النبوات غير معلومة.
- طوباكى أيتها العذراء الرسالة المقروءة غير المكتوبة.التى بالصمت تكرز أكثر و بالحب أكثر فأكثر.إبنك المسيح خضع لك و هو الإله فكيف لا نكرمك نحن عبيد إبنك الإله.بين ذراعيك تهدهد و على صدرك تودد و على ركبتيك وجد راحة.حملتينه و حملك.شاركك الجسد و شاركتيه الروح.ليس بينكما اسرار فيا لعظم مكانتك.كالإنجيل إحتفظتى بأسراره.
- فوق القباب يرسلك فنعرف منك عن السماء.النور و البخور يحاوطانك لأنك عرش الله.تحوم الملائكة حولك يا مذبح الله.تتجلين بقوة وعظمة و الخاسرون هم الناكرون مجدك .أما نحن فنرجو شفاعتك التى لا ترد.نصلى كى نتعلم بصلواتك عظمة الثالوث القدوس .لندرك بواسطتك ما لا نستحقه.إبنك المخلص يا أم المخلص و إنجيله الحى.