د. وسيم السيسي
كشف المحامى عمرو عبدالسلام، صاحب دعوى إلغاء حفل مطرب الراب الأمريكى: ترافيس سكوت '> ترافيس سكوت المتوقع إقامته في سفح الأهرامات، يوم ٢٨ هذا الشهر، الأسباب التي دفعته إلى رفع هذه الدعوى منها ادعاء سكوت أنه عضو في الماسونية والأفروسنترك، وأنه يدعو إلى عبادة الشيطان، سوف نترك القضاء يفصل في هذه القضية، ونرحل إلى دراسة تاريخية في هذا الموضوع.
يقولون إن Satan أو شيطان جاءت من «ست» رب الشر عند المصريين القدماء، ولكن الأستاذ العقاد يرى أنها من شط أي ابتعد «عن الخير»، ومن الشطط أي الغلو، ومن شاط أي تلهب واحترق، وكلها من عناصر الشيطان. من أسمائه، إبليس وهى من الإبلاس، أي فقد الرجاء «الإفلاس فقد المال»، وبعل زبول، أي رب الزبالة، وأيضًا بعل زبوب، أي رب الذباب.
ظهرت عبادة الشيطان في الثنوية «إله الخير، إله الشر»، ثم كانت المانوية نسبة إلى مانى البابلى ٢١٦م، كما ظهرت في الهند عباد كالى زوجة الشيطان المدمر شيفا، وسموا بالخناقين لخنقهم ضحاياهم، كما ظهروا في إيران والعراق باسم اليزيديين، نسبة إلى يزد في فارس أو يزدان وهو إله المجوس القديم.
معتقدات هذه الفئة الضالة: ١- الشيطان مؤمن، وقد عُوقب وسوف يتوب. ٢- يقدسون المسيح ويكرهون الصليب. ٣- يحرِّمون الزواج ويسمحون بالفسق، ومن شروط العضوية: أ- القسم على ضحايا بشرية. ب- عدم أكل الخس أو لبس الكحلى. ج- هدايا سوداء. د- لعن وتحطيم الصليب.
أما عن طقوس عبادتهم، فلهم كتاب اسمه الجلوة، وآخر اسمه: الكتاب الأسود. ويقيمون قداسًا اسمه القداس الأسود، وينادون على الشيطان: يا رئيس العبيد، وتقوم بطقوس القداس كاهنة عارية، ويحل إبليس في معزة، يقبّلون مؤخرتها بقبلة اسمها Kiss Of Shame أي قبلة العار!.
يقول السعدى الشيرازى: رأيت الشيطان في المنام: قلت له: أحقًا ذاك! ولم أر من هو في جمال محياك؟! قال: إنهم أبناء اللئام: حرمتهم النعيم فحرمونى الجمال!
حين كنت في إنجلترا للدراسة، شاهدت حلقة تلفزيونية، أحد عباد الشيطان يقول للمذيع: يجب على الدولة أن تعدل بيننا وبين الكنيسة وتعطينا ساعتين مثلها! ابتسم المذيع وسأل الضيف: لماذا تكرهون الصليب؟ قال: وهل هناك عاقل يحب المشنقة التي شُنق عليها أبوه!! سأله المذيع: لماذا تعبدون الشيطان؟ قال: حتى نأمن شره... إلخ.
لماذا لا نشرح للناس هذه العبادة الفاسدة؟ هو ذا القرآن الكريم يقول: «إن عبادى ليس لك عليهم سلطان»، وهو ذا الإنجيل يقول: «النار الأبدية المعدة لإبليس»، وهو ذا أبوالعلاء المعرى يصف لنا في رسالة الغفران إبليس في بحيرة النار وزبانية الجحيم يفتحون عيونه بكلاليب من حديد حتى يرى العذاب والجحيم الذي هو فيه.
وأخيرًا رائعة «فاوست» الطبيب الناجح ولكنه غير راضٍ عن حياته، فاستدعى الشيطان وكانت الصفقة: باع روحه للشيطان مقابل معرفة لا نهائية. وملذات دنيوية لا حدود لها، حتى إنه استدعى Helen Of Troy هيلانة طروادة، وطلب منها الخلود بقبلة!.
وبعد ٢٤ سنة، جاء اليوم الموعود الذي يقبض فيه الشيطان على روح فاوست، يصرخ فاوست ويبكى: اللعنة على أبوىّ لأنهما أنجبانى، اللعنة على الشيطان لأنه أغوانى، اذهبى يا نفسى بخارًا وتوزعى في أعماق المحيط، أخفينى أيتها الجبال، وابتعلينى أيتها الأرض، فأنا ملعون، لا أجد مكانًا لجسدى فيك! «من كريستوفر مارلو'>رائعة كريستوفر مارلو ١٥٩٢م».
نقلا عن المصرى اليوم