كتب - محرر الاقباط متحدون
قال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الوطن :" عقب صلاة الجمعة دخل شاب علي إمام المسجد الذي كنت أجلس بحضرته يسأل سؤالا عجيبا : هل يجوز الضحك والابتسام مع غير المسلمين؟، مضيفا عبر حسابه على فيسبوك :
دارت الدنيا برأسي، وأصابني دوار من هول السؤال حتي دخلت في حالة اكتئاب فكري! ، ظل السؤال يُلّح علي مُخيلتي في قسوة شديدة وأسئلة أخري كأنها تعاقبني وتُعنّفنى :
- ماهو المستقبل الذي ينتظر هذا الشاب المُشّوه فكريا؟
- وماهو مستقبل الوعي والثقافة والتعليم؟
- كيف ستتقدم بلادنا تحت وقع هذه الأفكار، ومتي يلحق أمثال هذا الشاب وأصحاب هذا الفكر ر بركب الإنسانية؟
- كيف يكون للأجيال الحاضره والمُقبلة موطئ قدم في عوالم الحضارة التي صرنا نسمع عنها ولا نعرفها!
- من الذي جعل شاباً يستفتي شيخا عن إبتسامتة لمن يهديها؟
- ماهي تلك الأفكار التي أقنعته بأن يبتسم أولا يبتسم ؟
- كيف يُعاند فِطرة انسانية جُبلَ عليها؟
وكيف تفعل عقيدة فكرية بأصحابها هكذا؟
- ألم يقل الرسول صلي الله عليه وسلم محمد بأن تبسمك في وجه أخيك صدقة؟
واذا قال قائل مُتطرف بأن "الأخ" في الحديث مقصود به "المسلم"دون غيره، فكيف اذن يصف القرآن قوم عاد وهود بأخوة الأنبياء!
- ظلت تتدفق الأسئلة كموجٍ عاتي علي عقلي المُرهق: هل نعيش عصورا ظلامية كالتي عاشها الأوروبيين عندما كانت الأفكار المتطرفة سببا في حروبهم الدينية التي أودت بحياة عشرات الملايين من الأبرياء بإسم الدين المسيحي في العصور الوسطى؟
- أولم يُقتل ملايين الأبرياء في مصر وسوريا والعراق وليبيا واليمن والجزائر والصومال وافغانستان وباكستان بإسم "الأفكار الدينية المتطرقة" كما فعلت عصور اوروبا الظلامية؟
-.ألم ندفع الفاتورة بعد .. أم أن الظلام سيطول .. والي متي ؟
- الدين المسيحي العظيم لم يأمر بالقتل والاقتتال .. وكذلك الإسلام الحنيف .. اذن من أين جاء الشاب بسؤاله .. ولماذا قتل المسلمون ملايين المسلمين؟
ولماذا قتل الكاثوليك ملايين البروتستانت؟
- الله جل جلاله لم يأمر بالقتل .. الانجيل لم يأمر بالقتل .. القرآن لم يأمر بالقتل .. من أين أتي هؤلاء بنصوص الإقتتال؟
- هل يُعقل أن يسأل أحد الآن يبتسم في وجه غيره أم لا!
. . لم أكد أنتهي من حزمة الأسئلة القاسية حتي هالني موقفا آخر .. وجدت رجلا يسأل امام المسجد هل يجوز أن يسقي قطط الشوارع مياهً في هذا الجو الحار!
رحلت مأسوفا من المسجد حتي لا يُصاب عقلي بالجنون!
#الاجنحة_المُتكسرة.