الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٢ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
أشعر أن ما جرى بالتحرير يوم الجمعة الماضية لا يزد عن كونه تمثيلية تركها الإخوان تعرض على مسرح الميدان لإقناع وإيهام العقلانيون ولا أقول
العلمانيون أو الليبراليون بأن هناك تيارات أكثر تشدداً منهم فاقنعوا بما نقدمه لكم في الدستور الذي نحيكه وإلا ستجدوا ما هو يسيئكم ظناً منهم أن ما يطالبه أولائك المُجمعين بصافرة والمفرقين بخطبة يرهب العقلانيين.
الرئيس يدعي أن إغلاق المحلات مبكراً سيؤدي إلى أن ينام الناس بدري ويصحون بدري ليصلوا الفجر فيرزقوا، وهو أمر رائع، ولكن السؤال هل كان قد اشتكى أحد للرئيس أنه لا يُرزق من اللذين يغلقون محلاتهم متأخراً؟ أو هل قال أحد للرئيس أننا بصدد ركود اقتصادي؟ سيادة الرئيس بتنام الساعة كام؟ وبتصحى الساعة كام؟ مش برضه بتنام متأخر وبتصحى بدري وتصلي وترجع تنام تاني؟ يا ريس كل واحد حر إللي عايز يصلي الفجر ينام بدري ويقفل محله بدري، وإللي عايز ينام متأخر ينام متأخر ويصحى بدري يصلي الفجر، ويرجع يكمل نوم أو ما يصحاش يصلي دي حاجة يحاسبه عليها ربنا، ما تحاسبهوش إنت، وإلا سهر المسيحيون ليلاً ويناموا متأخرين لأن ليس لديهم صلاة فجر يصحون لأجلها.
رفرفة أعلام السعودية في ميدان التحرير زج بدولة شقيقة في أمور لا تعني السعودية، ولا تعني أحد، فكفوا إحراجاً للدول، فأنتم أول من يرفض تدخل الدول في شؤوننا الداخلية، فلماذا تحشرون من على مزاجكم في أمورنا.
بالذمة ما إتكسفتوش يا من خرجتم في جمعة الشريعة لما خرج أعضاء حزب المصريين الإحرار- المؤسس من ساويرس الكافر العلماني- من مسجد خالد بن الوليد بالكتكات بمسيرة نحو سفارة بورما ينددون بما تفعله الحكومة البورمية بمسلمي بورما وينددون بصمت الحكومة التي يرأسها الرئيس المسلم الإخواني أمام ممارسات بورما حيال مسلميها، وأنتم يا أيها الداعين لتطبيق الشريعة لم تنبثوا ببنت شفة تخص مسلمى بورما!!؟.
كل من يدعي أن الدستور بوضعه الحالي يتيح الفرصة لقوانين الشذوذ والزنا أرجوه أن يجيب علي ويقول، هل طبق مبارك العلماني أو من قبله ناصر أكثر من اضطهد الإخوان تلك القوانين؟ وكانت فرصة للعلمانيين والليبراليين الكفرة -على حد وصفكم- كفاكم ادعاء بأنكم المحافظين على الأدب والأخلاق وأنتم اللذين يخرج منكم كل فجر وفجاجة ووقاحة، وانظروا للشيخ علي ونيس وما فعله في الطريق العام، وتذكروا كذبكم ورميكم المحصنات بما ليس فيهم، واتهامكم الناس بأنهم زناة وسارقين وكذا وكذا، أليس ذلك تعاقب عليه الشريعة إن طبقتموها؟.
كفاكم تقسيم وإرهاب لنا فكرياً، إحنا ما بنخافشي ولا نرهب، ولا يهتز لنا رمش منا، نقوم بواجبنا حيال أمنا مصر، وندافع عنها أمام محاولات اختطافها وتشويهها فلا تظنوا أن ما تقومون به من شأنه دفعنا لقبول ما يصيغه الإخوان، ويدعون أنه دستور وليكن ما يكون.
المختصر مصر للجميع غصباً عن الكل.