أربعون عاماً سيقضيها التايلاندي تشاملونغ ليمتونغثاي بعد ادانته بتنظيم رحلات صيد غير قانونية لوحيد القرن بجنوب أفريقيا.
ووصف المسؤولون ليمتونغثاي بأنه من كبار قادة عمليات الصيد غير القانونية لوحيد القرن على مستوى العالم.
ولاقت هذه العقوبة ترحيب المسؤولين، وهي أطول فترة سجن على الإطلاق سيقضيها شخص أدين بالصيد غير القانوني في جنوب أفريقيا.
ويقول ناشطو حماية البيئة إن ارتفاع الطلب على قرون هذا الحيوان ازدادت في الآونة الأخيرة بسبب ازدهار الطب الشعبي في آسيا.
ويعتقد كثيرون في فيتنام والصين أن هذه القرون يمكن استخدامها كعقاقير دوائية بالرغم من عدم وجود دليل علمي هذا. كما تصدّر القرون إلى الشرق الأوسط لتصنع منها مقابض الخناجر الثمينة.
اهتمام عالمي
يذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كانت قد أعلنت أن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها لمواجهة التجارة غير المشروعة في الحياة البرية، حسبما نقلت وكالة "الأسوشيتد برس" للأنباء.
وقالت في كلمة أمام ناشطي حماية البيئة في واشنطن إنها ستطرح الموضوع خلال لقاء مع زعماء آسيا الأسبوع القادم.
ونقل عن القاضي برينس مانياثي قوله إنه لا يرغب في أن يعيش أبناؤه في عالم لا يمكن أن يشاهدوا فيه حيوانات وحيد القرن إلا في الصور.
ووصف وزير العدل جيف راديبي الحكم بأنه "مناسب".
وقال مراسل بي بي سي في جوهانسبرغ بومزا فيلاني إن "هذا الحكم يعد الأكثر صرامة في مواجهة المتهمين بسفك دماء الحياة البرية في جنوب أفريقيا، ومن الواضح أن غرضه الردع". كما رحب الصندوق العالمي للطبيعة بهذا الحكم.
وقال منسق شعبة حيوان وحيد القرن في الصندوق العالمي للطبيعة جو شو في بيان "إن هذه الاعتقالات التي تستهدف كبار الضالعين في هذه التجارة غير المشروعة ضرورية لكبح جماح نشاطهم الذي يستهدف إلى استغلال القرون وبيعها في الأسواق الآسيوية في غيبة من القانون".
حلقة المنتصف
وألقي القبض على مائتين واثنين وعشرين شخصا في جنوب أفريقيا لاتهامهم في قضايا تتعلق بالصيد غير القانوني لوحيد القرن منذ أول عام 2012، والكثير من هؤلاء المتهمين ما تزال قضاياهم منظورة أمام المحاكم.
وقتلت أعداد قياسية من حيوانات وحيد القرن خلال العام الجاري في جنوب أفريقيا التي تعد الموطن الطبيعي لأكبر عدد من هذا النوع في العالم.
ويعتقد أن تشاملونغ هو المحور الرئيس في حلقة تهريب دولية لقرون هذا الحيوان، كما أنه المهرب الأبرز الذي تصدر بحقه إدانة في جنوب أفريقيا منذ تعزيز تدابير مكافحة عمليات الصيد غير المشروعة في السنوات الأخيرة.
وأقر المتهم بذنبه، معترفا بأنه كان يدفع 800 دولار للشخص كي يحصل على تصريح بمزاولة هواية الصيد في المزارع المخصصة لذلك. وقال إنه يدفع لهم هذه الأموال بعد أن يلتقط لهم الصور حاملين بنادق ذات عيار صغير إلى جوار حيوان وحيد قرن، متظاهرين بأنهم من اصطادوها، في حين أن من قتله صيادون محترفون آخرون.
وقال في اعترافاته لمحكمة جوهانسبرغ "لم يكن أولئك الصيادون سوى واجهة لنشاطنا في تصدير قرون الحيوان للخارج ولم يكن ذلك على سبيل الغنيمة".
وأردف "أعتذر بكل تواضع للمحكمة ولشعب جنوب أفريقيا لدوري في هذا النشاط".
وتجدر الإشارة إلى أن سلطات جنوب أفريقيا تصدر التصاريح لمن يسمون بالصيادين "حسني النية" لممارسة هواية الصيد.
وتقول وزارة شؤون البيئة إن هذا النوع من الصيادين "غير مسموح له سوى باصطياد حيوان واحد من وحيد القرن الأبيض خلال السنة".