قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما استقالة رئيس المخابرات المركزية الجنرال ديفيد بترايوس التي تقدم بها بسبب مغامرة عاطفية خارج إطار الزوجية أنهت حياته المهنية العسكرية الناجحة التي امتدت لسنوات لاسيما في العراق وأفغانستان.
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن أوباما تلقى رسالة مدير المخابرات المركزية الأمريكية سي آي إيه الجنرال ديفيد بترايوس، التي أعلن فيها استقالته من منصبه وأن أوباما قبلها. وأصدر أوباما بيانا قال فيه إنه قبل استقالة بترايوس وأشاد بالخدمة الاستثنائية التي أداها الجنرال المتقاعد لصالح الولايات المتحدة على مدى عقود. وقال أوباما "بكل المقاييس، كان واحدا من القادة المتميزين في جيله، ساعد قواتنا على التكيف مع التحديات الجديدة وقاد جنودنا خلال فترة لا تنسى في العراق وأفغانستان". وأضاف الرئيس الأمريكي "إن بترايوس، الذي تولى المهمة منذ 14 شهرا، ساعد الولايات المتحدة على وضع نهاية مسؤولة للحروب طويلة الأمد". وذكر بيان أوباما أن مايكل موريل نائب بترايوس في وكالة الاستخبارات المركزية سيتولى منصب القائم بأعمال مدير الوكالة.
وتقدم بترايوس باستقالته الجمعة (09 تشرين الثاني / نوفمبر) بسبب علاقة جنسية خارج إطار الزواج خلقت "موقفا صعبا" بالنسبة له كي يستمر في منصبه مديراً للمخابرات المركزية الأمريكية. وأبلغ بترايوس، الذي تولى مسؤولية وكالة الاستخبارات بعد تقاعده من الجيش الأمريكي وهو برتبة جنرال، موظفي الوكالة في رسالة إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل استقالته. وكتب بترايوس في الرسالة : "بعد زواج لأكثر من 37 عاما .. أبديت سوء تقدير بالغا عبر الانخراط في علاقة خارج إطار الزواج". وتابع "مثل هذا السلوك غير مقبول، سواء كزوج أو كرئيس لمؤسسة مثل مؤسستنا..الرئيس تفضل بقبول استقالتي". ولم يكشف النقاب عن أي تفاصيل رسمية بشأن العلاقة أو متى حدثت أو مع من.
خطر العلاقات الجنسية على رجال المخابرات
وذكرت (سي إن إن ) أن مكتب التحقيقات الاتحادي (اف بي اي) أجرى تحقيقا لتحديد ما إذا كانت هناك أي مخاطر أمنية، بما في ذلك ما إذا كان بترايوس قد تعرض لابتزاز من عميل أجنبي. وأفادت الشبكة أيضا بأن القضية تتعلق بامرأة لم تكن عضوا في القوات المسلحة ولا من موظفي الس آي إيه. يشار إلى أن العلاقات الغرامية خارج نطاق الزواج من الأمور التي لها حساسية خاصة لمن يعملون في مجال الاستخبارات حيث أنها يمكن أن تكون بمثابة النهاية المهنية لعناصر الاستخبارات الأمريكية المركزية الذين يشغلون مناصب حساسة.
وقد نجا هذا الجنرال الذي احتفل منذ فترة وجيزة بعيد ميلاده الستين ويوصف بأنه "بطل الحرب في العراق"، من الموت مرتين. وكان قد اثبت جدارته على رأس القوات الأمريكية وقائد الائتلاف الدولي في حرب العراق حيث وضع إستراتيجية لمكافحة المتمردين أدت إلى تحسن الوضع الأمني وأتاحت الشروع في سحب القوات الأمريكية من هذا البلد وصولا إلى سحب كامل القوات القتالية بحلول نهاية آب/أغسطس طبقا للجدول الذي أعلنه أوباما مطلع 2009.
كما شغل الجنرال بترايوس منصب قائد العمليات الحربية في أفغانستان قبل توليه منصبه في وكالة الاستخبارات المركزية. وتخرج بترايوس (60 عاما) من الأكاديمية العسكرية في ويست بوينت في نيويورك، وجامعة برينستون.