محرر الأقباط متحدون
أكد الكاتب والباحث عصام عاشور، أن المصريون هم من إبتدعوا الأعياد، مشيرا إلي أن المصرى القديم اهتم بالأعياد والمواسم والإحتفالات، حتى إنه حين شاهد وعرف وسمع المؤرخ الإغريقى الأشهر "هيرودوت"، أعياد وإحتفالات المصريين، إعتقد أنهم هم من إبتدعوا الأعياد والإحتفالات فى العالم.
وقال عاشور عبر حسابه الشخصي علي فيس بوك: إستطاع المصرى القديم أن بجعل جميع أيام السنة تقريباً أعياداً وإحتفالات ومناسبات، قوميةً وشعبيةً وإقليميةً، وحتى شخصية. هذا وقد أحصى العالم "هنرى بريستد" 170 عيداً وإحتفالاً، يحتفل بها المصرى القديم.
وسرد عصام عاشور أهم الأعياد مرتبطةً بأزمانها وعصورها:
أولاً: أهم أعياد المصريين القدماء.
عيد " الأوبت "
وكان يحتفل به فى الشهر الثانى من السنة القبطية وهو شهر "بابه" حيث يزور الآله "آمون – رع" رب معابد الكرنك زوجته الآلهه "موت" فى معبد الأقصر (ليجدد قوته وحيويته) و لتنقل إليه قوة وحيوية الآلهه " موت "، وبالتالى يصير صالحاً لحكم البلاد والعباد.
عيد "الوادى الجميل "
وكان يحتفل به فى الشهر العاشر من السنة القبطية وهو شهر " بؤونه " حيث يخرج ثالوث طيبة – الأقصر – المكون من الآله" آمون – رع " و زوجته الآلهه " موت "وإبنهما " خونسو " فى قواربهم المقدسة فى موكب كبير إلى البر الغربى من الأقصر لزيارة المعابد الجنائزية للملوك الموتى فى مقابرهم ( وادى الملوك والملكات ).
عيد " رأس السنة " وعيد " وفاء النيل "
وكان يحتفل به فى بداية العام – أول توت – وبالتالى كان المصريون القدماء يحتفلون ببداية العام الجديد بالتزامن مع عيد "وفاء النيل" حيث يفيض النهر وتزدهر الحقول.
عيد " الزواج المقدس " أو عيد " اللقاء الجميل " أو عيد " تاعبت "
وكان يحتفل به فى الشهر الخامس من السنة القبطية وهو شهر " طوبه " وغالباً يوافق اليوم السادس من يناير من السنة الشمسية حيث يتم نقل تمثال الآلهه " حتحور " وهى آلهة السماء والحب والجمال والأمومة والموسيقى والخصوبة والولادة وتسمى " بات "من معبدها فى دندرة من خلال موكب عظيم لقضاء بعض الوقت مع زوجها الآله "حورس" فى إدفو، الذى يصحبها إلى داخل المعبد، وفى الصباح تبدأ طقوس الإحتفالات، ومن ثم بعد ذلك تعود مرة أخرى إلى معبدها فى دندرة، ويعتبر هذا اللقاء إيذاناً ببدء الخصب، وبالتالى تمنح البلاد النماء والرخاء.
كان للمصريين القدماء أعياد خاصة بالمدن الهامة مثل:
عيد " سايس " فى الدلتا وعيد " ابيدوس " فى الصعيد وأعياد لكل من " هليوبوليس " و " منف ".
أيضاً كان للمصريين القدماء أعياد إرتبطت بالزراعة والمحاصيل :
كان من أهم هذه المحاصيل " القمح " و " الشعير ".
أيضاً كان للمصريين القدماء أعياد إرتبطت بالفصول :
كان من أهمها فصل " الربيع ".
ثانياً : الأعياد المسيحية
منذ دخول المسيحية إلى مصر فى منتصف القرن الأول الميلادى، أصبح للمسيحيين الشرقيين اليعاقبة أربعة عشر (14) عيداً خلال السنة القبطية، سبعة (7) أعياد كبيرة وسبعة (7) أعياد صغيرة.
الأعياد الكبيرة :
عيد " البشارة " ويوافق يوم 29 برمهات
عيد " الشعانين " يوافق الأحد السابع فى أثناء الصوم الكبير
عيد " القيامة " وهو العيد الكبير للمسيحيين ويوافق 19 برمهات
عيد " الصعود " أى صعود المسيح للسماء ويوافق بعد 40 يوماً من عيد " القيامة "
عيد " العنصرة " وهو اليوم الذى تجلت فيه الروح القدس لتلاميذ المسيح ويوافق بعد 50 يوماً من عيد " القيامة "
عيد " الميلاد " وهو يوم ميلاد المسيح ويوافق 29 كيهيك
عيد " الغطاس " وهو يوم تعميد المسيح بنهر الأردن ويوافق 11 طوبه
الأعياد الصغرى :
عيد " الختان " ويوافق 6 بؤنه
خميس العهد " وهو يسبق عيد " القيامة " بثلاثة أيام
يوم التجلى " ويوافق 16 مسرى
عيد الصليب " ويوافق 17 توت
عيد دخول المسيح إلى مصر " ويوافق 24 بشنس
عيد دخول المسيح إلى الهيكل " وهو يوافق بعد أربعين يوماً من ميلاده
عيد أحد توما " ويوافق اليوم الثامن بعد عيد القيامة
ثالثاً : الأعياد الإسلامية
دخل الإسلام إلى مصر عام 641 ميلادية الموافق سنة 20 هجرية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح للمصريين المسلمين عيدين (إثنين) أساسيين، فالإسلام فى نسخته الأولى لم يكن يجعل للمسلمين سوى عيدين إثنين هما :
"عيد الفطر" ويوافق اليوم الأول عقب إنتهاء صيام شهر رمضان (وهو الشهر التاسع من الشهور القمرية) وبالتالى يكون العيد فى اليوم
الأول من شهر شوال
"عيد الأضحى" ويوافق اليوم العاشر من شهر ذى الحجة وهو الشهر الثانى عشر من الشهور القمرية ويوافق أيضاً اليوم التالى لوقوف المسلمين على جبل عرفات وهو الركن الأعظم من أركان طقوس الحج لدى المسلمين والذى يوافق اليوم التاسع من شهر ذى الحجة
رابعاً : الأعياد والمواسم والإحتفالات التى أدخلتها الدولة الفاطمية (الشيعية) على أعياد المصريين المسلمين
دخل الفاطميون مصر فى 14 ربيع الثانى عام 358 هجرية الموافق لسنة 969 ميلادية، ولقد أدخل الفاطميون إلى مصر مجموعة من المواسم والإحتفالات كان من أهمها :
إحتفالية رأس السنة الهجرية
إحتفالية ليلة النصف من شعبان
إحتفالية ليلة رؤية هلال شهر رمضان
إحتفالية ليلة الإسراء والمعراج
إحتفالية توديع كسوة الكعبة المصنوعة فى مصر للسفر للحجاز
إحتفالات ليالى الوقود الأربعة وهى عبارة عن أربع ليالى فى الشهور الهجرية، وهى ليالى :
ليلة أول شهر رجب ونصفه
ليلة أول شهر شعبان ونصفه
ليلة الإسراء والمعراج
حيث توقد الأنوار الساطعة فى المساجد، وترجع الفكرة لديهم لأيام خلافة عمر بن الخطاب حيث كان أهل مكة يوقدون النار ليلة المحرم حتى يوضحوا ويكشفوا الطريق للحجاج
إحتفالات موالد أهل البيت النبوى
كان الفطميون الشيعة يحتفلون بعيد فى اليوم الثامن عشر من ذى الحجة يسمى " عيد الغدير " وهذ اليوم كان يوافق عودة المسلميين والنبى من حجة الوداع حيث خطب النبى فى مكان كان يسمى " غدير خم "حيث يرى الشيعة أن النبى قد عين فى هذه الخطبة على بن أبى طالب مولى أى ( خليفة ) للمسمين من بعده، هذا ويعتبر الشيعة " عيد الغدير " هو العيد الثالث واأخير فى السنة الهجرية.
إحتفظ المصريون بعد إنتهاء وزوال دولة الفاطيين الشيعة من مصر بالأغلب الأعم من الإحتفالات والموالد والمواسم التى أدخلها الفاطميون فيما عدا ما ندر وكان أهم ما تم إلغائه هو " عيد الغدير "من حيث لا يعترف المسلمون السنة به.