حالة من الحزن سيطرت على أهالى الشارع الجديد بشبرا الخيمة بالقليوبية، بعد مقتل شاب على يد أحد أقارب زوجته، «عاطل».
البداية كانت بعلو صوت أحد الجيران يطلب الاستغاثة مرددًا: «حد يطلب الإسعاف بسرعة (سيد) بيموت وبينزف من رقبته، المتهم ضربه بكتر في رقبته» ليسقط على الأرض، وسط بركة من الدماء، ويلفظ أنفاسه الأخيرة، وأُصيب صديقه بطعنات سطحية بأنحاء متفرقة بالجسد.
الحاجة «فوزية»، والدة المجنى عليه، أُصيبت بالصدمة، بعد سماع خبر مقتل ابنها على يد قريب زوجته بسبب خلافات عائلية بين زوجته وزوج عمتها، وتقول: «ابنى لم يكن طرفًا في المشادات والمناوشات بينهما، كونهما عائلة في بعضهما، لكن المتهم توعده بالانتقام وقتله دون أي ذنب.. عمل إيه (سيد) علشان يتقتل قدام الناس؟!».
وأضافت والدة الضحية، لـ«المصرى اليوم»: «قبل وقوع الجريمة بيوم، حضر المتهم إلى المنطقة، وهو يحمل سلاحًا أبيض، وقتها سأل عن ابنى (سيد) موجود ولا لسة في الشغل، رديت عليه، لا مش موجود يا (أبومِنّة) في حاجة عايزها منه، ليرد لما يرجع من الشغل ابقوا عرفوه إنى جيت وسألت عليه، وقتها كان الغضب يخرج من وجهه، وعندما عاد ابنى من العمل، وبدأت الحديث معه.. (أبومِنة)، جوز عمة مراتك، جالك هنا وسأل عليك وكان ماسك سلاح أبيض (مطواة) في إيده، هو في مشكلة بينكم، ليجيب: لا يا أمى، هو فاكر إن انا السبب في الخلافات اللى بينه وبين زوجتى».
واستكملت والدة المجنى عليه: «يوم الجريمة، حضر أحد أصدقاء ابنى، وطالبه بالذهاب إلى الورشة ليجلسا سويًّا، وبعد مرور لحظات، حصلت حالة من الكر والفر لأهالى المنطقة، والأطفال يرددون: الحقوا.. سيد
أبوالليل ادّبح من رقبته، وقتها أُصبت بحالة من الشلل ولم أستطع الحركة، حتى رددت: ابنى اتقتل.. قلبى بيقولى أن (سيد) راح منى، حتى اتصلت بابنى الأكبر، وأبلغته.. الحق أخوك، فجاء مسرعًا، وحاول نقله إلى المستشفى لإسعافه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو يردد: عيالى أمانة في رقبتكم، وخلوا بالكم من أمى».
وتابعت: «بعد مرور لحظات علمت بالخبر من ابنى الكبير وهو يقول شدى حيلك يا أمى (سيد) مات شهيد، وقتها فقدت الوعى ولم أتمالك أعصابى، وتم نقلى إلى المستشفى، وبعد إعادة الوعى فضلت أقول عايزة ابنى نور عينى راح منى.. كان سندى في الدنيا، والحنين اللى راح منى، لم أصدق أن المتهم قتله، خاصة أنه كان يحاول مساعدته في حل مشاكله مع مراته.. ابنى كمان كان بيساعده في الشغل، وبيقف معاه في كل حاجة، لكن المتهم يتّم عياله الـ3، أكبرهم 8 سنوات.. حسبى الله ونعم الوكيل».
وتلقت الأجهزة الأمنية بالقليوبية إخطارًا من مستشفى ناصر العام، باستقبال جثة الشاب «سيد أبوالليل»، 35 عامًا، إثر جرح بـ«كتر بالرقبة»، ولقى مصرعه في الحال، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة «محمد عطية»، أحد أقارب زوجته، وأنه ارتكب الواقعة باستخدام سلاح أبيض «كتر».
وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على المتهم، واعترف بارتكابه الواقعة، وأُحيل إلى جهات التحقيق التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، فيما جرى نقل الجثة إلى مستشفى ناصر العام تحت تصرف الجهات المختصة بالتحقيق، والتى صرحت بالدفن عقب ورود تقرير الصفة التشريحية بمعرفة الطب الشرعى وتحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها وسؤال ذوى المتوفى.