إعداد/ ماجد كامل
يمثل المؤرخ الكبير الأستاذ الدكتور رأفت عبد الحميد ( 1942 - 2001 ) أهمية كبيرة في تاريخ دراسات العصور الوسطي في مصر ؛ فهو صاحب أهم موسوعة كتبت عن علاقة الكنيسة بالدولة في أربعة مجلدات .
أما عن رأفت عبد الحميد نفسه ؛ فلقد ولد خلال عام 1942 ( لم أتمكن من تحديد اليوم والشهر بدقة ) وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حيث ألتحق بكلية الآداب قسم التاريخ وتخصص في العصور الوسطي ؛ ثم عمل معيدا فاستاذا فعميدا لكلية الآداب جامعة عين شمس ؛ ولقد تخصص منذ فجر شبابه في تاريخ مصر في العصور الوسطي ؛ وركز كثيرا علي الشخصية المصرية التي حافظت علي هويتها وسط كل الصراعات والتحديات التي واجهتها ؛ ويذكر عنه أستاذنا الدكتور أسحق عبيد تواضروس أستاذ تاريخ العصور الوسطي في جامعة عين شمس ؛ أنه كان موسوعة حضارية ضمت بين دفتيها ( عالم حوض البحر الأبيض المتوسط – أثينا وروما – مدرسة الإسكندرية – الفلسفة في العالم القديم – بيزنطة القسطنينية – شوامخ الفكر والفلسفة في العالم القديم والوسيط ...... الخ ) . ولقد حصل المؤرخ الكبير الدكتور رأفت عبد الحميد علي جائزة أحسن كتاب عن كتابه العمدة " الفكر المصري في العصر المسيحي " ( لنا عودة تفصيليلة لهذا الكتاب الهام في نهاية المقالة ) .
ولقد كان الدكتور رأفت عبد الحميد ؛حسب وصف الدكتور أسحق عبيد له ؛ عاشقا أيضا للتراث العربي الإسلامي ؛فوالده كان عالما جليلا من علماء الأزهر الشريف . كما تميز بنظرة شمولية للتاريخ ؛ بحيث كان يقيم الأحداث التاريخية أو الأقليمية في نطاق عالمي من خلال الإطلالة الأوسع علي خريطة العالم الكبري .
ولقد شغل مؤرخنا الكبير خلال رحلة حياته العديد من المناصب الهامة مثل :-مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس – عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلي للثقافة – عضو إتحاد المؤرخين العرب – عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية – أمين عام سيمنار التاريخ الوسيط والإسلامي بجامعة عين شمس . ولقد توفي المؤرخ الكبير في يوم 25 يونية 2001 عن عمر يناهز حوالي 59 عاما .
ولقد أثري المؤرخ الكبير المكتبة التاريخية بالعديد من الكتب والمراجع القيمة نذكر منها طبقا لقائمة المؤلفات التي وضعها الدكتور محمد مؤنس عوض :-
أولا :- الكتب المؤلفة :-
1-ملامح الشخصية المصرية في العصر المسيحي ؛كتاب روز اليوسف ؛ 1973 .
2-الدولة والكنبسة في أربعة مجلدات .
3-الفكر المصري في العصر المسيحي ؛ طبعة أولي عام 2000 عن دار قياء ؛ طبعة ثانية عن مكتبة الأسرة 2012 .ه
4-بيزنطة بين الفكر والدين والسياسة .
5-قضايا من الحروب الصليبية .
ثانيا :- الكتب المترجمة :-
1-هس :- العالم البيزنطي .
ثالثا :- البحوث والمقالات :-
1-الملكية الألمانية بين الادانة والانتخاب ؛ندوة التاريخ الإسلامي والوسيط ؛ القاهرة 1983 .
2-المشكلة الإيطالية في السياسة الألمانية ؛ المجلة التاريخية المصرية ؛ العدد 30 ؛ 31 ( 1983- 1984 ) .
3-السمو البابوي بين النظرية والتطبيق ؛ ندوة التاريخ الإسلامي والوسيط ؛ مجلد 3 ؛ 1985 .
( راجع :- محمد مؤنس عوض :-رواد تاريخ العصور الوسطي في مصر ؛ سلسلة تاريخ المصريين ؛ العدد رقم 260 ؛ صفحة 266 و267 ) .
ويبقي لنا في النهاية عرض سريع وموجز لمحتويات كتابه العمدة " الفكر المصري في العصر المسيحي " ؛ فهو كتب ضخم وموسوعي يتضمن الفصول التالية :-
الفصل الأول :- التيارات الفكرية ويتضمن :-
( السلفية الوثنية – الفلسفة – المسيحية والفلسفة – التامل النسكي ) .
2-الفصل الثاني :- مدرسة الإسكندرية اللاهوتية ويتضمن :-
( الحركة الفكرية في المدينة – مكتبة الإسكندرية – المسيحية والفلسفة - بوتقة الإسكندرية – المدرسة الأنطاكية الأرسطية – مدرسة الإسكندرية الافلاطونية المصرية – مدرسة الموعوظين – نشاة المدرسة أثياغوراس – باناطنيوس – كلمنت والمذهب الانتقائي – التصدي لكارهي الفلسفة – الغنوصية المسيحية في رأي كليمنت – الثلاثية المقدسة (عظة تبشيرية – المعلم – المختارات ) – أوريجين علم مدرسة الإسكندرية – المفاهيم الثلاثة في الكتاب المقدس – التفسير الصوفي المجازي -ردود الأفعال تجاه الفكر الأوريجيني – شخصة اوريجنوس – علمه وثقافته ورحلاته العقيدية -علاقته بالأسقف ديمتريوس خروج أوريجين من مصر وإقامة مدرسة الإسكندرية في فلسطين – ديونسيوس تلميذ أوريجين – ديديموس الضرير آخر أساتذة مدرسة الإسكندرية ) .
3-الفصل الثالث :- مصر والمسيحية ويتضمن :-
( المسيحية واليهودية والأممين – آريوس أفكاره العقيدية – إسكندر أسقف الإسكندرية وآراءه العقيدية – جذور الأريوسية – مجمع نيقية المسكوني 325م – قانون إيمان قيسارية فلسطين – الامبراطور قسطنين والمناقشات اللاهوتية – ثقافته الدينية – نفي آريوس وعودته – وفاته – شخصيته – انتشار الفكر الأريوسي وتعدد اتجاهاته نسطوريوس أسقف القسطنينية – عداء سقراط المؤرخ لنسطوروس- المجمع المسكوني الثالث 431 م – إدانة نسطوريوس ونفيه – ديوسقوروس أسقف الإسكندرية – مجمع أفسس الثاني عام 449 – المجمع المسكوني الرابع في خلقدونية عام 451 – تحول مصر إلي الإسلام ) .
4-الفصل الرابع :- الرهبانية ويتضمن :-
( بولس أول الرهبان – هيلاريوس – جيروم – انتقال الرهبانية من مصر إلي سوريا وآسيا الصغري وبلاد اليونان والغرب الروماني – وجود أثناسيوس في الغرب – كتابه عن القديس انطوني – زيارات الرهبان الأجانب لمصر وتأثرهم بحياة الرهبان المصريين – الرهبان والكنيسة المصرية - أنماط الرهبانية التوحيدية – الجماعية – الرهبانية – باخوميوس والأديرة الباخومية .... الخ ) .
وفي مقدمة الكتاب يشرح أسباب تسمية عنوان الكتاب ب" الفكر المصري في العصر المسيحي " أن مصر ليست مصر هي التي تلونت بلون من قدم إليها من هنا أو هناك ؛ ولكن العكس الذي حدث ؛ فكل العناصر التي جاءت إلي مصر وقفت مصر إزائهم موقفين لا ثالث لهم ؟ إما أن تحتضنهم وتحتويهم وتستخرج منهم أفضل ما فيهم ؛ فيصبحوا مصريين بالموطن ؛ فإذا طال المقام بهم ؛ أعطتهم مصر خير ما عندها وبسطت لهم راحتيها ؛ وإذا نظرنا إلي البطالمة أو الطولونيين أو الإخشيدين أو الفاطميين او الأيوبيين أو المماليك ؛ قد تحولو جميعا إلي مصريين موطنا ؛ ثم مولدا وموطنا لذرياتهم وذويهم من بعد .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-اسحق عبيد تواضروس :- رأفت عبد الحميد مشكاة الآداب التي أنطفأت ؛حولية التاريخ الإسلامي والوسيط ؛ مجلد رقم 2 ؛ العدد رقم 1؛ 2002 ؛ الصفحات من 3 – 6 .
2-محمد مؤنس عوض :- رواد تاريخ العصور الوسطي في مصر ؛ الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛ سلسة تاريخ المصريين ؛ العدد رقم 260 ؛ 2007 ؛ صفحتي 266 و267 .
3-مينا بديع عبد الملك :- الفكر المصري في العصر المسيحي للدكتور رافت عبد الحميد ؛جريدة المصري اليوم ؛ 3 سبتمبر 2020 .
4-تحميل كتاب الفكر المصري في العصر المسيحي – مكتبة نور .
5-ماجد كامل :- رأفت عبد الحميد ..... أعلام مصرية الدكتور رأفت عبد الحميد من رواد أساتذة التاريخ في العصور الوسطي ؛ موقع شروق نت ؛ 24 أبريل 2022 .