أسدلت محكمة جنايات طنطا، اليوم الإثنين، الستار على قضية "عروس طنطا" آية الشبيني، التي قتلها زوجها بعد 48 ساعة من زفافهما، داخل منزلهما في قرية نيفيا التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، بتأييد حكم إعدام الزوج المدان.
طفولة جربت الفقد
قبل 14 عامًا، توفي حمودة الشربيني، تاركًا 3 أطفال أصغرهم "آية". كانت في المرحلة الإعدادية، طفلة اختبرت مبكرًا إحساس فقد أب لم يترك خلفه سوى سيرة طيبة، لذلك، ما إن اشتد عودها حتى بحثت عن عمل تنفق منه على نفسها، وتدخر ما بقي منه لتقى نفسها عاديات الأيام إذا ما جاءها من يطلبها للزواج.
كانت "آية" تواصل أيام الدراسة في كلية الآداب بالعمل، فتحضر ما يكفيها لجمع المحاضرات بقسم اللغة الفرنسية ولا يعيق عملها، حتى تخرجت في الكلية قبل 5 أعوام وغيرت مسار عملها إلى معلمة لغة فرنسية في أحد مراكز الدروس الخصوصية.
كغيرها من الفتيات في مجتمع ريفي، كانت "آية" تنتظر عريسًا يطرق باب دارها.
مع دخولها عامها الرابع والعشرين، فاتح "محمد" شقيقها الأكبر لخطبتها. رفضت "آية" من سبقه للزواج منها ووافقت عليه. أخبرت أسرتها أنها استراحت له، وفي أغسطس الماضي تمت الخطبة.
8 أشهر حتى موعد الزواج لم تر فيها العروس ما يغضبها من خطيبها؛ لم يفتعل المشكلات، ولم يقدم على الأفعال الصبيانية، ولم يتعجل شيئًا قبل آوانه. فقط كان يخفى جانبًا مظلمًا في شخصية الزوج، ظهرت بعد الزفاف، بقتلها في ثاني أيام عيد الفطر بعد يومين فقط من الزواج الذي غادرته "آية" جثة لعروس بكر لم تمس.
دوري على بنتك في المستشفى
صباح يوم الحادث، كانت والدة "آية" في سوق القرية تشتري احتياجاتها من الطعام استعدادًا لتجهيز عشاء ابنتها العروس. "التقيت نساء من القرية في السوق، منهن عرفت أن أمرًا خطيرًا وقع لآية".
هرعت الأم لنجدة ابنتها، وهناك التقت والدة المتهم التي كانت تجلس أمام المنزل. "لم تقل شيئًا سوى: بنتك مش هنا دوري عليها في المستشفى".
كان شقيق "آية" الأكبر تلقى قبل وصول والدته اتصالًا هاتفيًا من زوج أخته القاتل، والذي طلب منه الحضور لمنزل الزوجية، حيث صدم شقيق الضحية بشقيقته الضحية قتيلة بـ 35 طعنة في جسدها داخل غرفة نومها.
كانت القضية يشوبها ملابساتها الغموض التام. لماذا قتلها؟
وقد أثبتت التحقيقات أن الزوج القاتل تربص بزوجته داخل غرفة النوم حاملًا سلاحًا أبيض، فاجأها به عند دخولها الغرفة، مسددًا 35 طعنة متفرقة إلى جسدها، بينما أصابها بقطع في أصابع اليد.
"ليا أسبابي الخاصة لقتلها"
في الجلسة الأخيرة للمحاكمة، حاول دفاع المتهم الدفع بجنونه، مطالبًا بإيداعه إحدى دور الرعاية الطبية المتخصصة لمعالجة الأمراض النفسية والعصبية، وقال إن شهود الإثبات في الواقعة لم يتواجدوا وقتها، ولا يصلحوا لأن يكونوا شهودًا ضد المتهم، مؤكدًا أنه لم ينفي واقعة القتل لكن ليس عمدًا ولا مع سبق الإصرار والترصد.
كما علل الدفاع جريمة القتل بأن الزوج القاتل طلب من زوجته حقه الشرعي لكنها أبت ففقد صبره. بينما لم يجب المدان على أسباب قتله زوجته بعد 48 ساعة من زفافهما إلا بجملة: "ليا أسبابي الخاصة لقتلها".
وقد طالب دفاع المجني عليها بتوقيع أقصى عقوبة على المذكور، مؤكدًا أنه خطط لارتكاب الجريمة وأصر عليها في خلال مدة زمنية تكفي للتروي، مسددًا نحو 35 طعنة لجسدها، قبل أن يبدل ملابسه ويتصل بشقيق المجني عليها لإخباره بجريمته.
وأحالت المحكمة أوراق الزوج القاتل إلى مفتى الجمهورية، وجاء رأي المفتي بالتصديق على قرار المحكمة، فأصدرت حكمها بتأييد حكم إعدامه شنقًا.