يشهد السودان انهيارًا كبيرًا في الخدمات الأساسية والبنية التحتية بعد شهرين من اندلاع الصراع، في الوقت الذي أشارت فيه تقارير دولية إلى أن مئات الآلاف من المدنيين أمضوا أسابيع عدة دون مياه نظيفة وكهرباء، ما اضطرهم إلى السير مسافات طويلة في أجواء محفوفة بالمخاطر؛ للوصول إلى تلك الخدمات الأساسية. وازدادت الأمور سوءًا في ظل الارتفاعات الجنونية في الأسعار ونقص إمدادات الوقود المستخدم في المولدات.
غياب الخدمات الأساسية
قال جان كريستوف ساندوز، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر في السودان، إن المدنيين السودانيين، سواء الذين غادروا ديارهم أم الذين لم يغادروها، يعانون مشاقًا جمة في ظل غياب الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ورعاية صحية.
وأضاف ساندوز: "البنية التحتية المدنية التي تقدم الخدمات الأساسية، وكذلك الأطقم الفنية القائمة على تشغيلها وصيانتها وإصلاحها، مشمولةٌ بالحماية بمقتضى القانون الدولي الإنساني، فيما أدت بداية موسم الأمطار إلى تصاعد المخاوف من تفشي الأمراض المنقولة بالمياه".
إغلاق مرافق طبية كثيرة
ووفق اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر أغلقت مرافق طبية كثيرة أبوابها، لافتة إلى أن المرافق الطبية التي لا تزال في الخدمة في الخرطوم لا تتجاوز 20% فيما تشكل تلك الأوضاع ضغوطًا هائلة على منظومة الرعاية الصحية.
وتقدّر المفوضية السّامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن ما يقرب من 800,000 شخص قد يفرون من السودان إلى البلدان المجاورة نتيجة للأزمة المستمرة.
توسيع نطاق عمليات برنامج الغذاء العالمي
إلى ذلك أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه سيقوم بتوسيع نطاق عملياته لدعم 5.9 مليون شخص مُتضرر من النزاع في جميع أنحاء السودان خلال الأشهر الستة المقبلة، ويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 409 ملايين دولار أمريكي لتوسيع نطاق عملياته.
فيما قدم البرنامج مساعدات غذائية طارئة لأكثر من مليون شخص في السودان في الأسابيع الستة الماضية منذ استئناف العمليات في 3 مايو، حيث أوقف البرنامج العمليات لفترة وجيزة عندما اندلع الصراع.
وقال إيدي رو، ممثل ومدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في السودان، "وصلت الاحتياجات الإنسانية مستويات قياسية في السودان ولا توجد حتى الآن أي مؤشرات على انتهاء الصراع".