يحتفل العالم في 20 يونيو من كل عام بيوم اللاجئ العالمي، والذي يهدف إلى تكريم الأشخاص المجبرين على الفرار من ديارهم وحشد الدعم للمحافظة على حقهم في الأمان، وإدماجهم في المجتمعات.
ووفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، أُقيم أول احتفال بهذا اليوم على مستوى العالم لأول مرة في 20 يونيو 2001، بمناسبة الذكرى الخمسين على اتفاقية عام 1951 المعنية بوضع اللاجئين، وكان ذلك اليوم يعرف من قبل بـ"يوم اللاجئ الإفريقي"، قبل أن تخصصه الجمعية العامة للأمم المتحدة رسميًا باعتباره يومًا عالميًا للاجئين حول العالم، وذلك في ديسمبر 2000.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في آخر تقرير لها، أن أعداد الأشخاص الذين تسببت الحروب والصراعات في تشريدهم في نهاية عام 2022 إلى 108.4 مليون شخص.
اللاجئون والحرب الأوكرانية
وأشار تقرير الاتجاهات العالمية للمفوضية الصادر اليوم الثلاثاء، إلى أن الحرب في أوكرانيا والصراعات في مناطق أخرى، فضلًا عن التغيرات الناجمة عن المناخ أدت إلى نزوح المزيد من الأشخاص العام الماضي، إذ شهد عام 2022 زيادة في أعداد النازحين واللاجئين بمقدار 19.1 مليون شخص عن العام الماضي، وهو ارتفاع سنوي غير مسبوق.
وأشار التقرير إلى أن الاتجاه التصاعدي في معدلات النزوح القسري لم يظهر أي تراجع عام 2023 بسبب اندلاع الصراع في السودان، والذي أسفر عن موجات نزوح جديدة ليرتفع إجمالي عدد النازحين واللاجئين في العالم بحلول شهر مايو إلى 110 ملايين شخص.
اللاجئون في مصر
وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، "تستضيف مصر أكثر من 288 ألف شخص من طالبي اللجوء المسجلين واللاجئين من 60 دولة مختلفة، غالبيتهم من سوريا تليها السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال".
في الوقت نفسه، تجددت الصراعات وانعدام الاستقرار السياسي في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي وكذلك الاضطرابات في العراق واليمن دفعت آلاف الأشخاص من السودان وجنوب السودان وإثيوبيا والعراق واليمن إلى اللجوء إلى مصر.
ووفق تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنه منذ بداية يونيو 2023 وصل عدد اللاجئين المسجلين لدى المفوضية 146.049 لاجئ من سوريا و58.995 من السودان و24.701 من جنوب السودان، بالإضافة إلى لاجئي إريتريا وإثيوبيا واليمن والصومال والعراق وأكثر من 50 جنسية أخرى.
وافتتح برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر، بالتعاون الوثيق مع الحكومة المصريّة، ممرًا إنسانيًا بين أسوان في صعيد مصر، ووادي حلفا في السودان، لتلبية الاحتياجات العاجلة للأشخاص المتضررين من الصراع المستمر.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي تم إنشاء هذا الممر الإنساني، بالشراكة مع وزارة الخارجية المصرية، وسيكون ممرًا لبرنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات التنمية والشركاء في المجال الإنساني.
دعوة للاستثمار في الدول المستضيفة للاجئين
فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال رسالته في يوم اللاجئ العالمي، أشاد بالدور الذي تقوم به الدول المجاورة للسودان في التضامن واستضافة الفارين من الصراع، لافتًا إلى أنه لدى هذه الدول الإرادة للترحيب باللاجئين ولكنها تحتاج إلى المزيد من الاستثمار والدعم للقيام بذلك، جاء ذلك خلال رسالته بمناسبة اليوم العالمي للاجئين ودعا المسؤول الأممي المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده وتوفير الموارد المالية لتمكين مثل هذه السياسات التقدمية لإدماج اللاجئين في المجتمعات.
جوتيريش يحث العالم لدعم الدول المُضيفة للاجئين
أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، قال اليوم إن أكثر من 100 مليون شخص اضطروا للفرار من منازلهم؛ بسبب الصراع والاضطهاد والجوع والتغيرات المناخية، جاء ذلك خلال رسالته بمناسبة يوم اللاجئ العالمي الذي يوافق 20 يونيو من كل عام.
ودعا "جوتيريش" إلى دعم دولي أكبر للبلدان المُضيفة للاجئين، على النحو الذي دعا إليه الميثاق العالمي للاجئين، لتعزيز الوصول إلى التعليم الجيد والعمل اللائق والرعاية الصحية والإسكان والحماية الاجتماعية.