أثار مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية الكثير من الجدل، كونه وثق، حسب الوزارة، تدمير دبابات ألمانية من طراز "ليوبارد" كانت قد حصلت عليها أوكرانيا، ليتضح لاحقا أن ما وثقه الفيديو هو تدمير معدات زراعية.
وتعتبر دبابات "ليوبارد 2"من أكثر المركبات العسكرية تقدما وقوة، وقدمت دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" العشرات منها لمساعدة أوكرانيا في مواجهة الهجوم العسكري الروسي.
ما حقيقة فيديو تدمير دبابات؟
وزارة الدفاع الروسية نشرت مقطع فيديو بالأبيض والأسود، قائلة إنه "دليل" على تدمير 8 دبابات ليوبارد في أوكرانيا مؤخرا.
في الفيديو يمكن رؤية صور لظلال مركبات، قبل أن تطلق مروحية صاروخا يضربها، مما يتسبب في انفجار، فيما يقول صوت يتحدث بالروسية: "إنها ضربة مباشرة".
بعد نشر الفيديو، شكك العديد من الخبراء العسكريين ومستخدمي "تويتر" في مصداقيته.
وفقا لمحللين، فإن مقطع الفيديو الذي نشرته السلطات الروسية ليس لدبابات "ليوبارد 2"، وإنما لمعدات زراعية.
حساب التحليل العسكري "تندار" على "تويتر"، نشر مقطع الفيديو مع صور للمعدات الزراعية التي قال إنه تم تدميرها، معلقا بالقول إنه "حتى أشباه المحترفين يمكنهم أن يروا بوضوح أن هذه آلات حصد ورش زراعية".
حساب آخر على تويتر مختص بالأسلحة يسمى "أوكرانيا ويبون تراكر"، قال إن "المركبة التي ضربها الصاروخ الروسي بها 4 عجلات، في حين أن دبابات ليوبارد 2 لها شريط يدور مثل الجرافة".
العناصر الأخرى التي تبدو غريبة في الفيديو هي أن هذه الدبابات المزعومة موجودة في العراء وثابتة، وهو أمر غير منطقي من الناحية الاستراتيجية، لأن دبابات "ليوبارد 2" عادة ما تكون مموهة ومخفية خلف الأشجار.
في النسخة الأطول من الفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية، سمع أحد الطيارين وهو يقول: "دعونا نجرب هذا على هؤلاء"، مما قد يعني أن هذا كان مجرد اختبار عسكري.
حتى القنوات البارزة المؤيدة للكرملين رصدت هذا التناقض وسخرت منه، إذ قال مدون عسكري مؤيد لروسيا على "تلغرام": "هذا أمر محرج، نحن في حيرة من الكلام. آسف".
بدوره، سخر رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين، الذي كان يشتبك مع كبار المسؤولين العسكريين الروس، من ادعاء الوزارة بأن الهجوم المضاد الأوكراني "توقف".
وقال بريغوجين: "بالحكم على إعلان وزارة الدفاع، لقد هزمنا بالفعل كل الجيوش الأوروبية منذ فترة طويلة!. يمكن للحرب أن تنتهي الآن لأن روسيا لم يبق لها أحد لتقاتله".