محرر الأقباط متحدون
غادر البابا فرنسيس مستشفى الجيميلي في روما، صباح اليوم الجمعة ١٦ حزيران ٢٠٢٣، عائدًا إلى الفاتيكان بعد خضوعه لعملية جراحية في البطن
بوجه متعب وإنما بالابتسامة المعهودة. "أيها الأب الأقدس، كيف حالك؟". "ما زلتُ حيا!". غادر البابا فرنسيس مستشفى الجيميلي عند الساعة ٨:٤٥ صباحًا بعد خضوعه لعملية جراحية في البطن. وعند المدخل الرئيسي للمستشفى، اجتمع المرضى والأطباء والممرضون والمارة، من جهة، والصحفيون والمصورون من جهة أخرى، في انتظار الأب الأقدس، على استعداد لالتقاط الصور عند أول حركة يمكن رؤيتها بالداخل. ومن النوافذ المطلة على تمثال يوحنا بولس الثاني، أطلَّ الممرضون وطلاب الجامعة الكاثوليكية لكي يصوروا كل شيء بالهواتف الذكية.
"هوذا البابا!" علا الصوت لدى رؤية الكرسي المتحرك مع البابا الذي رفع يده على الفور ليحيي الحاضرين. مسافة قصيرة قبل الوصول إلى السيارة التي كانت تنتظره ولكنَّ الأب الأقدس توقف لبضع لحظات وسط الحشد الكبير مع مجموعة صغيرة من الصحفيين. وبين التحية والنداءات: "أيها الأب الأقدس، أيها الأب الأقدس!"، تمكن البابا فرنسيس من أن يعبِّر عن ألمه وحزنه إزاء حادثة غرق السفينة في اليونان، التي أودت بحياة أكثر من ٨٠ شخصًا، ليتوجه بعدها إلى السيارة يرافقه البروفيسور ألفييري وعناصر الدرك.
وقبل العودة إلى بيت القديسة مرتا بالفاتيكان زار البابا فرنسيس بازيليك القديسة مريم الكبرى، التي أصبحت رمزًا للتعبّد المريمي للبابا الأرجنتيني. وصل الأب الأقدس إلى البازيليك عند حوالي الساعة ٩:٣٠ وأمام صورة العذراء مريم، كما هو الحال دائمًا قبل وبعد كل زيارة رسوليّة له، توقّف البابا فرنسيس لبضع لحظات ليصلّي ويشكر العذراء مريم على نجاح العمليّة.
مع الصحفيين أمام مستشفى الجيميلي توقف البروفيسور ألفييري للإجابة على بعض الأسئلة وقال إن البابا قد أكّد زيارته الرسولية إلى لشبونة بمناسبة اليوم العالمي للشباب وكذلك زيارته الرسوليّة إلى منغوليا في نهاية شهر آب أغسطس. لا بل - أكّد الاختصاصي – أن الأب الأقدس سيكون قادرًا على السفر بشكل أفضل لأنه لن يشعر الآن بالانزعاج من الأمراض السابقة. وسيكون بابا أقوى". وعلى سؤال أحد الصحافيين حول كيف ستستمر فترة النقاهة أجاب الجراح، بقليل من السخرية، على الفور: "لكنه لم يكن لديه فترة نقاهة، لقد بدأ العمل بعلى الفور!"، مشيرًا إلى "نشاطات العمل" التي رافقت أيام الاستشفاء بالإضافة إلى الصلاة والقراءة الروحيّة. وقال ألفييري: "لقد طلبنا منه أن يأخذ فترة نقاهة، وأنا متأكد من أنه سيصغي إلينا هذه المرة أكثر، لأن هناك مواعيد مهمة بانتظاره وقد قال شخصيًا إنه سيشارك فيها جميعها، بما في ذلك السفر".
هذا وكان البروفيسور ألفييري مع جميع العاملين في مستشفى الجيميلي قد التقوا بالأب الأقدس الذي شكرهم على اهتمامهم وتفانيهم، وقال ألفييري "لقد أراد الأب الأقدس أن يشكر جميع طاقم التمريض، وجميع العاملين الصحيين، وجميع الأطباء، لقد أراد أن يشكر كل الإدارة، لأنه عندما يأتي البابا إلى هنا، يستمر المستشفى بأكمله في العمل، ولا يتمُّ ترك أحد... كذلك التقى البابا فرنسيس أحد زملائنا الذي يعاني من مرض خطير وكانت لحظة مؤثِّرة جدًّا بالإضافة إلى الخبرة التي عاشها الأب الأقدس في مستشفى الأطفال، وقد نشرت بعض الصور لهذه اللحظة أمس دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي.