ياسر أيوب
باع اللبن أثناء الدراسة الثانوية، ليربح قليلا من المال أسس به صحيفة خاصة بمدرسته فى مدينة جيفرسون بولاية أيوا الأمريكية.. وأصبح لاعبًا فى فريق جامعة أيوا لكرة القدم الأمريكية حتى نال بكالوريوس الصحافة ثم الماجستير والدكتوراة وأصبح أستاذا للصحافة.. وانتقل إلى نيويورك أستاذا للصحافة بجامعة كولومبيا إلى جانب عمله مديرا للبحوث بإحدى الوكالات الإعلانية الكبرى.
ثم تغيرت حياته كلها حين قرر اعتزال التدريس والإعلانات وأسس فى 1935 مؤسسته الخاصة لاستطلاعات الرأى.. وبعد سنة واحدة فقط، التفت إليه الأمريكيون حين أجرى استطلاعات للرأى توقعت فوز فرانكلين روزفلت بالرئاسة.. وتوالت بعد ذلك النجاحات حتى أصبح «جورج جالوب» مالكًا ورئيسًا للمؤسسة أو المركز الأمريكى الأكبر والأشهر والأهم لاستطلاعات الرأى فى أمريكا.
كان لابد من هذه المقدمة الطويلة قبل التوقف أمام ما نشرته مؤسسة جالوب منذ أيام عن رؤية الأمريكيين للرياضيين المتحولين جنسيًّا بعد استطلاع ضخم قامت به المؤسسة طيلة شهر مايو.. وتبين أن 55% من الأمريكيين حاليًا يرون هذا التحول الجنسى ضد الطبيعة وضد الأخلاق.
وفى 2012 كانت هذه النسبة 51%.. وهو فارق قد يراه البعض قليلا لا يستحق الاهتمام وهذه الصدمة التى شعر بها الإعلام الأمريكى.. لكن الصدمة كانت حقيقية؛ لأنه رغم الإلحاح السياسى والإعلامى والدرامى، بقى أمريكيون يهتمون بالقوانين الطبيعية والقواعد الأخلاقية، بل زاد عددهم أيضا، ومن أجلهم قررت 20 ولاية أمريكية عدم السماح لرياضيين كانوا رجالا بالمشاركة فى ألعاب النساء.
وفى أبريل الماضى، أصدر الكونجرس قانونًا يمنع أى دعم حكومى لأى مدرسة أو جامعة.. ووقف يومها كيفين ماكارثى، رئيس مجلس النواب الأمريكى، يؤكد أنه قانون ينتصر للقيم الإنسانية والأخلاق والعدالة الرياضية، رغم إعلان الرئيس بايدن أنه لن يسمح بتمرير هذا القانون فى مجلس الشيوخ.. وتضمنت نتائج دراسة مؤسسة جالوب أيضا أن 40% يرفضون الآن مشاركة الرياضيين المتحولين جنسيا، بينما كانت نسبتهم منذ سنتين 30% فقط.
وفى مقابل ذلك، تضمنت نتائج الدراسة نقطة أخرى مزعجة هى: أن 60% من المتسامحين مع المتحولين جنسيًا هم الأقل من 29 عامًا.. وتقل النسبة إلى 49% لمن هم أقل من 49 عامًا.. وتصبح 32% لمن هم فوق 50 عامًا.. وهو ما يعنى أن الأجيال الأمريكية الجديدة أقل تمسكًا بالقواعد والأخلاق.
وأن كبار المجتمع الأمريكى اكتفوا برفضهم ما يحدث لكن دون أن يحاولوا مقاومته والتصدى لما يقال فى الإعلام الأمريكى الذى لايزال يحاول تصوير الأمر كأنه دفاعٌ عن الحرية الشخصية دون أى اعتبار لفوارق طبيعية وحقيقية بين الرجل والمرأة، ودون احترام لأى قواعد أخلاقية أيضًا.
نقلا عن المصري اليوم