الأقباط متحدون - الحاجة إلى واحد
أخر تحديث ٢١:١٦ | الاربعاء ٧ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٧ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الحاجة إلى واحد

بقلم: إسحاق وليم ملاك
مصر تحتاج إلى أن يكون شعبها على درايةٍ بتلك البلد التي يعيشون فيها.
يحتاج شعب مصر أن يعرف أنها البلد صاحبة الحضارة التي تصل لـ 7000 سنة، يحتاج أن يعرف أنها البلد التي قهرت غزاة وممالك، قهرت ملوكًا وحكامًا ظلموها وسرقوها وأهانوها. يحتاج أن يعرف أن بلدًا بحجم الأقصر، بها حوالي ثلث آثار العالم، فما بالك بمصر كلها!

يحتاج الشعب أن يعرف أنه لم يكن يومًا شعبًا مُلحدًا، فمن عبادة آلهة الفراعنة، إلى الدخول في الأديان السماوية المختلفة. يحتاج أن يعرف أنه أخرج للعالم "علماء"، ربما يعرف قلة مشهورة منهم ولا يعرف كثيرًا منهم، علماء امتلأ العالم منهم، لكن قبل أن يحتاج شعبنا هذة المعرفة كلها، لا بد أن يعرف أنه يحتاج لبعضٍ من القيم، كقيمة التسامح والغفران، اللتين ياليتهما يصلان إلى حد أن نحوِّل خدنا الأيسر لمن ضربنا على الأيمن، لا قيمة التناسي للأخطاء أو عدم الجزاء، فالفاعل مستحقٌ أجرته، سواء أكانت ما فعل فعلاً مشينًا مهينًا أو فعلاً عظيمًا كريمًا.

نحتاج إلى قيمة الوحدة والعمل الجاد، فالرخاوة لا تُمسك صيدًا، والخيط المثلوث لا ينقطع سريعًا. أي لابد من العمل كفريق واحد، فرئيس الدولة قائد لهذا الفريق، والشعب أعضاء في هذا الفريق، بدءًا من الفلاح المسؤول عن زراعة الأرض، إلى العامل في المصنع، إلى التلميذ الذي لا يجب أن يفعل شيئًا سوى أن يذاكر في أيام الدراسة، ويلعب ويمرح ويُنمِّي مهاراته في الإجازة.

ما أحلى أن نتعلم من السيد المسيح، فقد كان قائدًا لفريق مكون من طبقات علمية ومادية مختلفة لـ 12 تلميذًا، ربما بعضهم كان ثوريًّا كبطرس، وآخر رومانسيًّا يعشق الاتكاء على صدر المسيح كيوحنا، فإذ بهذا الفريق يتحول إلى ملايين بعد سنين كثيرة، رغم حسابات الورقة والقلم، التي تقول إنه فريق سيضمحل بسبب ما يُعانيه من اضطهاد.

ربما تقول لي "المسيح لا يحتاج لمجهودٍ جبار كي يغير هذا العالم"، لكني أظن أن المسيح عانى كثيرًا من البشر؛ لأنه لم يغير تصرفاتهم لا بالسلاح، ولم يأتِ لهم عبر الانتخابات الحرة النزيهة، التي سبقها حملة انتخابية كبيرة، بل أتى إليهم عبر تغيير قلوبهم، وهذا أصعب أن تُغير قلوب البشر.

كل ما فعله المسيح بالتأكيد كان برهانًا على صدق نواياه. لقد برهن المسيح على صدق نوايان وحقيقتها بما فعله وقاله، وهذا ما وصل إلى الناس، وأولهم الكتبة والفريسيين، الذين لولا صحة وسلامة نواياه، لما كانوا قد دبروا المؤامرات، وهيَّجوا الشعب ضد خالقهم المتجسد في صورة المسيح.

رئيس دولتنا يحتاج أن يُعرِّف الشعب صدق النية والعمل، فيشعر الشعب أنه لابد أن نعمل عمل الفريق الواحد، نتبع القائد رئيس جمهوريتنا، الذي يجب أن نصلي لأجله، متمسكين بالقول الكتابي "فأطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس, لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب؛ لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار؛ لأن هذا حسن ومقبول لدى مخلصنا اللة" (1تيموثاوس 2: 1-2).

رئيسنا يحتاج إلى صلواتنا، ونحن نحتاج إلى القيم التي غابت عنا، أو تاهت منا، لكننا، وقبل كل شيء نحتاج أن نقول (الحاجة إلى واحد)، وهو الواحد الأحد رب الخليقة كلها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter