د. امير زخارى

 تنسيقية المواطنة فكرة التأم حولها بعض المثقفين المصريين (الأقباط) قبل سنوات فى أعقاب تصحيح مسار ثورة ٢٥ يناير، فى محاولة للتحول من المشاركة الفردية، الى المشاركة الجماعية المؤسسية، وحققت وقتها نتائج ايجابية فيما طرحته من اشكاليات، وحين طُرحت فكرة الحوار الوطنى عادت مجموعة التنسيقية للبحث عن تطوير مشاركتهم بشكل فاعل يجسد مفهوم المواطنة، فاتفقوا على توسيع قاعدة عضوية المجموعة لتضم كافة الساعون لتحقق مجتمع المواطنة. تحقيقا لمبدأ الخروج إلى الوطن، وقد كان.

وبعد مداولات ناضجة تم اختيار مسمى (التنسيقية الوطنية) ليطلق على المجموعة الموسعة، وبقيت تنسيقية المواطنة اسما تاريخيا معبراً عن مرحلة بعينها وشاهداً على ديناميكية الحراك الشعبى وتطوره. واعتز بكونى من مؤسسيها، وكنت ارى انها جاءت لتقدم رؤى فى حل تلك الاشكاليات، وفقط، وألا تتحول الى تنظيم حزبى. 
 
ماذا اصاب المجموعة الموسعة التى تشهد انسحابات عديدة مبهمة وهى فى طور المأسسة والتشكل؟ وأبرزها من المؤسسين الأوائل واصحاب فكرة التوسع.

 هل ادركها فيروس اختلالات العمل الجماعى الذى لا يكتمل؟
 هل افسدها تقدم الذات على المجموع؟
 هل تسلل اليها من اعتبرها منصة ليقدموا منها انفسهم لأصحاب القرار باعتبارهم من الموالاة الأولى بمقاعد هنا أو هناك بالقرب منهم، فاصطدم بهم من يتمسكون بقيم العمل الجماعى المجرد؟
 هل طالتهم قاعدة ان التنظيمات المُصلِحة تأكل ابنائها؟
لا ادعى ان عندى اجابة لأننى لم استشر فى ضمى لهذه الكوكبة (الموسعة) التى اعتز بمن تعاملت معه منهم، واقدر كل الأسماء والشخصيات الأخرى التى تضمهم، ولم اشارك فى أعمالها التحضيرية (ولم أدع اليها) فقط كنت اتابع تطورات المجموعة حتى فوجئت بموجة الانسحابات. فكان ان عدت الى موقعى مراقبا ما يحدث متمنياً ان يسارع حكماء المجموعة الى رأب الصدع...