محمد عبد المجيد
1- بيني وبين البحر عشق قديم؛ أعرفه ويعرفني، ودائما كان رحيما بي، وتعلــّـمت فيه السباحة منذ ما يقل عن سبعين عاما، وظللت أطفو فوقه أتلمس خيال عبد اللطبف أبو هيف في الأنفوشي، عاصمة الثغر، عروس المتوسط.

2- سطحهُ مثل عمقِه، وأمواجُه تصافحني كلما ضربت غُطساً كأننا صديقان حميمان.

3- يشفيني إذا مرضت، وتلتئم جروحي مع لمساته لها، خاصة الأزرق الكبير، الذي يحتضن مئة وثلاثين مدينة متوسطية.

4- الخوف من سمك القرش جزء من الحب الذي أحمله للمياه المالحة، ولا يبعدني عن البحر إلا البرودة، ولا أخشى أمواجَه؛ لكنني أخاف من برودته.

5- ملايين من البشر يستمتعون بمياهه؛ وتهاجم قروشها حفنةً صغيرة منهم في شواطيء متفرقة ، الغردقة، أستراليا، كوستاريكا وغيرها حيث تعيش 500 نوع من أسماك القرش.

6- إنه الحارس الأمين للبحار والمحيطات وملتقى مصبّات الأنهاء والبحار.

7- ولك أن تتخيل البحار والمحيطات خالية منه؛ كأنها فقدت روحَها وتركت للإنسان القرش العبث فيها وتدميرها، ولو نافس القرشُ بني آدم على الافتراس؛ فالأسماكُ المفترسة ستبدو بريئة مقارنة بغضب الإنسان أو خداعه أو افتراسه؛ في البحر وعلى الأرض وفي الفضاء.

8- خذوا حذركم؛ ولكن لا تخافوا من أسماك القرش، فالملائكة حارسات البحر تختار ضحاياها كل حين بإذن جوعها.

9- حملة شديدة في كل مكان مُحاولة ترهيب الإنسان، وغض الطرف عن "إنسان القرش" الذي يعيش في القصور والمنتجعات والاستراحات؛ ويبدو كأنه أقصى تطور لأبناء قابيل!

10- لا تبتعدوا كثيرا عن البحر، وخذوا حذركم من التماسيح أكثر من أسماك القرش، فالأول مفترس والثاني مُخادع، الأول تعرفه قبل أن يهاجمك، والثاني يتسلل من تحْتــِـك ويترك لك أنفَه كأنه صخرة ميتة.

أنا حزين لضحايا أسماك القرش، وأكثر حُزنا لضحايا إنسان القرش؛ لكن حبي الأكبر للبحر لم يتراجع قيد شعرة.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 10 يونيو 2023