حمدى رزق
العصب السابع هو العصب الذي يمتد من المخ إلى أسفل الأذن مباشرة، ويسمى «العصب الوجهى». ويقوم «العصب السابع» بالعديد من الوظائف الحركية والحسية، منها التحكم في عضلات الوجه وإغلاق العينين، فضلًا على أنه يتحكم في بعض الغدد، مثل: الغدد الدمعية، والغدد الموجودة أسفل اللسان.
دعوات بالشفاء لبابا مصر المحبوب، قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداسته صلّى قداس عيد «حلول الروح القدس»، صباح الأحد في «كينج مريوط»، وتعرّض بعدها لوعكة صحية طارئة.
اشفه يا رب، اشفه في جسده، اشفه في قلبه، اشفه في روحه، أفض فيه الحياة، هذا ما نسألك. وأُجريت لقداسته فحوصات طبية دقيقة، كشفت عن إصابته بالتهاب بسيط في «العصب السابع»، ونصحه الأطباء بالراحة مع الأدوية وجلسات العلاج الطبيعى.
كفانا بيان الكنيسة مؤنة القلق على صحة البابا، مستوجب بعض من الراحة، جد البابا بذل مجهودًا مضاعفًا في الأسابيع الماضية، لم يتحصل على راحة كافية منذ عيد القيامة المجيد، تلاه مباشرة زيارته التاريخية للفاتيكان، وهذا مجهود مضاعف على صحته.
البابا يعانى صحيًا وعلى فترات متلاحقة، (راجع بيانات الكنيسة)، امتياز البيان البابوى في شفافيته، والشفافية مطلوبة لقطع الطريق على المرجفين الذين يتناولون صحة قداسته بسوء.
بيان الكنيسة أمس الأول على وقته.. مكتب البابا الإعلامى صار تفاعليًّا مع أخبار البابا، لا يترك فسحة تمرق منها ثعالب الفيس العقورة تنهش كتف البابا بأخبار مكرورة تشيّرها صفحات مجهولة.
معلوم، أي خبر مجهول عن مرض البابا يتكاثر في الفضاء الإلكترونى، حَكى بغيض دون تحقق يُذكر.. ومع بعض الإضافات تتحول الكذبة إلى ما يشبه الحقيقة، ما يقلق شعب الكنيسة في قلب الشعب المصرى.
فبركة الأخبار عن صحة البابا تواضروس باتت ظاهرة إلكترونية. وحسنًا فعل المكتب الإعلامى بقطع كل لسان طويل يخوض في صحة البابا متعمدًا إثارة القلق داخل الكنيسة، فيطمع الذي في قلبه مرض، وليس هناك أقسى من مرض البابا على سلام الكنيسة الداخلى.
نعم، البابا له ملف صحى بأحد مستشفيات أوروبا منذ 15 سنة، يجرى من خلاله المتابعات الدورية الروتينية، وهذا ليس خبرًا تكتمه الكنيسة، بل صرح به البابا مرارا. يقول البابا تواضروس عافاه الله: «الأتعاب الجسدية حلها أريح شوية وتروح».
ولمن لا يعلم ويهرف لغوًا كريهًا، البابا بخير، وصحته على ما يرام، فقط يعانى من متاعب قديمة تتجدد في عموده الفقرى، وأجرى جراحة، ويراجع الأطباء.. وجع العمود الفقرى يعانيه البابا بسبب نومة «القلاية» الخشنة في الدير في بواكير الخدمة الكهنوتية.
أحسنت الكنيسة في إفادتها عن صحة البابا. للأسف، سلو بلدنا تكتم أخبار المرض، وكأنه عيب نتدارى منه، حتى بين العاديين لا يصرّحون، الكتمان يحتاج إلى دراسة اجتماعية حول السلوك الجمعى والميل إلى كتمان المرض، وكأنه ما يتخفى منه.
مستوجب تغيير هذا السلوك في حالة مرض كبار القوم، الشفافية تُلجم التكهنات، وتبدد الشائعات، وتشخص الحالة الصحية على قدرها.. وهذا من حق العامة الاطمئنان على صحة القادة، سياسيين ودينيين وغيرهما كثير من رموز المجتمع من المشاهير.. لا نملك رفاهية الاجتهاد في هكذا أخبار حساسة تقض مضاجع الملايين.
نقلا عن المصرى اليوم