محرر الأقباط متحدون
انطلقت إلى الفردوس مكللة بالمجد والبهاء، نفس الأب المبارك والمعلم الجليل القمص مرقس نخلة تاوضروس كاهن كنيسة السيدة العذراء بأسوان، لتحتفل مع الأربعة قسيسًا بعيد حلول الروح القدس، بعد أن خدم الرب وكنيسته المقدس بكل أمانة ودون كلل لمدة قاربت الـ ٤٧ سنة، وعمر أرضي تجاوز ٧٤ سنة.
ولد الأب المتنيح يوم ٢٠ أبريل ١٩٤٩ وحصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية من الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، وسيم كاهنًا بيد مثلث الرحمات الأنبا هدرا مطران أسوان السابق، يوم ٢٦ نوفمبر ١٩٧٦، ونال رتبة القمصية عام ١٩٨٢.
اهتم عقب سيامته بالرعاية والافتقاد، وساهم بقوة في النهضة الروحية والمعمارية التي شهدتها ايبارشية أسوان بعد سيامة نيافة الأنبا هدرا أسقفًا لها عام ١٩٧٥، وصار أب اعتراف لكثير من شعب كنيسته. واهتم بتعمير الكنيسة وتوسعتها ونالته متاعب كثيرة جراء ذلك، كما اهتم أيضًا بتعمير دير القديس الأنبا هدرا السائح بغرب أسوان وعمل به مجموعة من القلالي لاستضافة مؤتمر القبطيات في عام ٢٠١٠.
تميز أيضًا في خدمة الشباب، وطاف مدن مصر لافتقاد أبنائه الطلبة الجامعيين المتغربين فبها للدراسة، وأسس أسرًا جامعية لهم في هذه المدن، قامت بخدمات وأنشطة متنوعة للحفاظ على ارتباطهم بالكنيسة والحياة مع الله، وفعل كذلك في خدمة الخريجين.
كانت له مشاركات وطنية ومجتمعية مشهودة، لتميزه في الخطابة وكتابة الشعر الذي كان يلقيه في كافة المناسبات الكنيسة والمؤتمرات واللقاءات الشعبية والجماهيرية الوطنية.
وبينما كان داخل كنيسته لصلاة القداس فاضت روحه الطاهرة على باب الهيكل الذي أحبه، وكان ملتصقًا طوال حياته، ليستريح من أتعاب الجسد الذي أفناه في خدمة المسيح وكنيسته التي ظل أمينًا عليها إلى النفس الأخير.