بقلم:سامي فؤاد
هي لمسات حانية أو قاسية كلمات إطراء أو إيحاءات ولكنها في كل الأحوال سرقة وإستباحة أشياء لا يملكها فاعلها ولم يراعي فيها حق المفعول به بل كثيراً ما استنكر عليه حق الاعتراض ، هي ظاهرة موجودة منذ وقت طويل ولكن لم تلفت الانتباه إلا عندما تحولت إلي حفلات جماعية في مواسم الاعياد ومخطيء من يظن انها قاصره علي حديثي السن فقط أو مرتبطة بالنوع أنه التحرش كما يسميه علماء النفس والإجتماع ولكن دعوني أطلق عليه اختلاس نعم فهو يختلس جزء بسيط يشبع بها رغباته والمدهش أن هذا القليل يشبعه بل كثيرين من اصحاب هذه الفعله لن يقع في كبيرة علاقة كاملة بل وقد يحرمها
وقبل أن تلومني او تستنكر ما أقوله فكر قليلا في حياة واحد من أصحاب هذه الفعله ستجد العلاقة بينه وبين الحياة أصلاً علاقات تحرش فهو لم يمتلك شيء بالكامل في حياته علاقته مع كل شيء في حياته لمسات مختلسه لم يمتلك حلم ولا أمل أختلس جزء من التعليم وحزء من الصحة حتي سكنه أختلس الشكل والجدران وبداخله الزحام والفقر ، أعتاد أن يحصل علي قدر زهيد من كل شيء في الحياة فلماذا لا يكون هذا هو نفس القدر الذي يحصل عليه عند إشباع رغباته
لقد أعتاد أن يشبعه القليل ويسعده التحرش بكل شيء فهو نفسه وهو صغير كانت لعبته المفضلة وهو صغير أن يحمل مسمار ويرسم خطوط علي السيارات في الشارع أو يحمل حجر يرطم به لمبات الإضاءة في لعبة التصويب ، انه الإنسان النصفين نعم لقد صنع منه المجتمع وحكوماته المتعاقبه هذا الشاب أو هذا الرجل فحتي من لن تصيبهم لعنه التحرش أصابتهم لعنه النصفين ، فهو متعلم غير متعلم وخريج جامعة عاطل هو إنسان لا يحمل أمال ولا أحلام حتي التدين قد يأخذ شكل التعصب والتمرد في ظاهرة وفي داخله لم يحصل منه علي قويم السلوك وقمع للرغبات فيزيده رغبه في التحرش أو الأيذاء للأخرإذا لم يصل للعمق في اي شيء فيصل بنا الحال إلي هذه التناقضية العجيبة
الغريب أن نفس المجتمع المتشدد المتدين هو نفسه المجتمع الذي أصبح فيه التحرش الجنسي ظاهرة وأزمة تضاف إلي ازمات المجتمع ، ويبقي الأمل والحل في أن يعود للإنسان المصري أهميته وكيانه أن لا يكون في اعلاء إي مفهوم أو مؤسسه أو جماعة أهدار لكيان الفرد بأسلوب حق يراد به باطل وكفانا وكفي المصريين علاقتهم بنواحي الحياة بطريق التتش (Touch) . حتي الحكومة علاقتها بالوطن ومواطنيه بنفس الاسلوب فرئيس الدولة لا يفرق بين كونه رئيس دولة وخطيب لم تنجح حتي خطاباته في لمس مشاعر المصريين ، وحكومة تجرب قرارات غير مدروسة تجلب عليها الكراهية وسقوط الهيبة وتتحرش بمواطنيها في وضع يستفز للتحرش بها .
ثم تطل علينا تيارات وجماعات وكأنها قامت لتوها من سبات عميق لتكتشف أن المجتمع جاهلي لم يدخل الإيمان قلبه ، ليتحول شغلهم الشاغل هو التحرش ايضا بالليبراللين والعلمانيين والمثقفيين الكفار بل رأينا أحدهم يهتم بالفنانه التي عاشرت فنان ، وآخري يسألها كم شخص قبلك وكم .... أشياء يعف اللسان عن ذكرها . ويقف العقل أمامها يطلب الجنون قبل أن يتحطم فهل لم يري هذا أو ذاك أزمات في المجتمع غير ذلك ، هل لم يري صاحب البدن المعافي أنه في وطن يعاني الكثير فيه من أمراض الكبد والكلي وغيرها من الامراض هذا غير الفقر والعنوسه وأزمات قري بلا مياة شرب نظيفة ونحن بلد النيل ، بل لم يفكر احدهم وهو يهلل فرحاً بالإعصار المدمر الذي لم يصل عدد قتلاه إلي مائه إنسان ان ما يفعله اولاً ليس سلوك قويم وأننا كل يوم عندنا إعصار اسمه ضحايا حوادث السير والطرقات وخسائرنا نفس الخسائرفي يوم واحد فكم تصل في السنة وهل لنا أن نساله وأنت تجوب تكفر هذا وتلعن هذه بماذا أفدت المجتمع وهل كنت قدوة لحديثي السن في حسن الاخلاق أم هو درس آخر للتحرش بالأخرين ، أم أن حياتنا ووطنا أصبح مجوعة ملفات تحرش ، وبداية النهاية لمفهوم الوطن حتي أصبح كل من يريد أن يأخذ قطعها يحصل عليها سيناء وما يحدث فيها القاهرة وما يبث منها جماعة القتل وقطع اللسان في السويس وكل هذا لم نري الحليم الذي توعد وهدد بإتقاء شره إذا غضب لم يحرك ساكنا هو ولا حكومته فهل لأن هذا ليس من الاشياء التي تثير غضبه أم أنهم مشغولين بموعد إغلاق المحلات والتحرش بالارزاق .