القمص اثناسيوس فهمي جورج
في يوم الخمسين بعد قيامة المسيح فصحنا ، جاء عيد البنتقسطي وفيه بدءت صلتنا مع الروح القدس الرب المحيي .. يوم احد عنصرة حلوله علي التلاميذ الاطهار في العلية ، في يوم الرب العظيم " عربون الابدية الاتية " ، حيث كمال الغفران والمصالحة ٧ × ٧ = ٤٩ ، ثم اليوم الثامن octave = ٥٠ الدخول الي ابدية حصاد الفرح الدائم " اوكتاف البنتقسطي " ، وعيد الحصاد الروحي وباكورات حزمة بني ملكوت فداء العهد الجديد والخلاص الثمين ، يوم ميلاد علية الكنيسة الرسولية و ملكوت المسيح الهنا المنظور علي الارض ، الذي فيه ترنم الكنيسة لربها الذي صعد الي السموات وارسل لها الباركليت روح الحق المعزي ، امين الليلويا.... وتسجد له لانه بالمجد قد تمجد . حل فينا ومكث معنا بجوهره وصار يشاركنا ويعايشنا ولم يتركنا ايتام ، من قبل محبة صلاحه غير الموصوفة ولا محدودة ولا منطوق به .
فالاب يعمل كل شيء بالابن في الروح القدس ، اله واحد كامل غير منقسم ... لذلك نصرخ باستدامة والحاح نحوه الملك السمائي المعزي روح الحق ، كنز الصالحات ومعطي الحياة ، كي يتفضل ويحل فينا ويسكن ويستريح ويتعشي معنا ويقيم ، واهبا لنا حياة التقديس والصلاح والبر والتقوي والخشوع والمصالحة والرحمة والنصح والارشاد والتبكيت والفحص والاحراق ومسرة التعزية !!
ساجدين له لنقبله فينا بشخصه حاضرا حضورا مباشرا ، مدبرا كل ما لنا حسب وصية الموصي ، الذي يريد خلاصنا وشفاءنا وتوبيخنا للتوبة والتقويم والاستنارة وفعل ثمار قداسة الكمال . روحه القدوس الفاعل الذي يقدس الاسرار الالهية .. يطهرها وينقلها ويظهرها قدسا للقديسين واسرار معقولة له . انه اليوم والمحفل العظيم الذي جعلته كنيستنا القبطية عيدا سيديا للخمسين المقدس ، الذي حل فيه الروح المعزي المنبثق من الاب روح الحق ، حل علي الرسل وقد لبسوا قوة الاعالي كالثوب ، فصنعوا قوات عظيمة وعجائب في الشعب ، وشهدوا بقناعة وشجاعة عظيمة علي قيامة الرب أنه قام من الاموات ، خرج صوتهم علي الارض كلها وبلغ كلامهم الي اقطار المسكونة ، مبشرين بالثالوث القدوس الذي في لاهوت واحد .