Oliver كتبها
لماذا يهرب الله كانت المقالة السابقة.الآن لماذا يهرب إلى مصر بالذات؟ لقد بدأت ملامح الهروب بدءاً من الآباء الكبار. إبراهيم و اسحق و يعقوب الذين هربوا إلى مصر من المجاعة.فكان هروبهم تمهيداً أو نبوة.
-العبودية كانت منتشرة فى كل الأرض.وسط كل الشعوب لكن فى مصر كانت العبودية عنصرية مقيتة.إذ خصصوا الشعب العبرانى بأكمله ليكونوا عبيداً دون سواهم.كان الشعب الوحيد فى الأرض المصنف كعبيد و إماء.عبودية بالجنسية .لهذا تبناهم الله. كان الله قد سبق و أخبر إبراهيم بكل هذا .و وعد أن هذا الشعب سيتغرب و يستعبد اربعمائة سنة فى مصرالأمة التى سيدينها الله و ينقذ الشعب المقهور فى مصر.
-كان مصر'>شفاء مصر يطل بين الحين و الحين.هلت ملامح البركة بقدوم يوسف و بارك الرب بيت المصرى بسبب يوسف البار تك39 :5.فالشفاء بدأ بالبركة.جاء يعقوب و الأسباط إلى مصر ليشتروا قمحاً فقابلهم يوسف فى جاسان( الآن محافظة الشرقية) و أسكنهم هناك حيث إستقروا و تكاثروا تك 46: 29 .لكن العجيب هو ما قاله الرب ليعقوب قبل نزوله إلى مصر.إذ وعده قائلاً (أنا أنزل معك إلى مصر و أنا أصعدك أيضاً. تك46: 3 .لقد نزل معه و جاء إلى مصر بالروح و بالجسد أيضاً.
-و كما بدأ لقاء يوسف بالأسباط فى أرض جاسان كان لقاء المسيح بالمصريين فى نفس المكان تقريباً. و هناك فى أرض جاسان( الشرقية ) سكنوا أطول مدة فى هروبهم.كأنه يبدأ لنا قصة غربة العبرانيين.نزل الرب بالجسد إلى مصر كما وعد أبينا يعقوب.تغرب كما يتغرب العبيد.
- مصر'>شفاء مصر بدأ وسط الضربات.أو كان الشفاء مصاحباً للضربات.فهذا منهج إلهى أنه حتى لما يغضب يترك باباً مفتوحاً للرجوع عن غضبه.لأنه ضرب مصر لترجع إليه و ليس لينتقم.لهذا لم يذكر الكتاب عن مصاحبة الضربة بالشفاء إلا فى مصر.إش19: 22.لم يقصد الله إفناء المصريين فلا أحد يمنعه لكنه يريد علاج قساوة قلوبهم.
- حتى لما خلص إسرائيل من مصر أوصاهم ألا يستبقوا في قلوبهم مرارة تجاه المصريين بل يحفظوا لهم جميلهم بإستضافتهم.و كما أوصاهم ألا يكرهوا الأدوميين لأنهم أخوتهم أوصاهم ألا يكرهوا المصريين قائلا لا تكره مصرياً لأنك كنت نزيلاً فى أرضه.كأن الله أعتبر نفسه مديناً للمصريين بالنيابة عن العبرانيين هذا الإمتنان ليس من طبع العبيد لكنه من طبع الله الذى لا ينس كوب ماء بارد يقدم لأحد أخوته الأصاغر.الله جعل حب المصريين وصية.بهذا يُشفى قلب اليهود من مذلتهم ليسهل على المصريين نسيان ماضيهم القاسى.فلا شيء يفتت القساوة قدر الرحمة و الغفران.
- جالت العائلة المقدسة وسط بوادى مصر.جاء الزارع ليحرث أرض مصر.كانت السحابة قادمة لتلطف صحراء القلوب.فى كل موضع خطا فيه المسيح وضع بذرة محبة وسط الرمال.حتى لما جاء الأوان نمت البذار و رأينا الرهبنة زراعة روحية تحصد ثمار الروح الذى وهبه الرب للمصريين كغيرهم ممن قبلوه. من الثمار عرفنا خطوات سيره و بركات قدومه ليشفى مصر و براريها.
- مصر'>شفاء مصر لم يتم بمعجزة لكنها شفيت بصليب المسيح الذى حملته.بالإيمان شفيت و ستشفى دوماً.من علامات مصر'>شفاء مصر كان الشهداء.كان أبطال الإيمان ضد البدع. كان المفسرين الموهوبين. كانت ألحانها و أيقوناتها و صلوات الليتورجيا فيها تحفظ الإيمان القويم.كانت مصر سلة الطعام فى الجوع حين يضرب الأرض و صارت سلة الخزين الروحى حين تضرب الهرطقات و تصير كلمة الحق عزيزة.
- مصر'>شفاء مصر فى قلب المسيح إرادة لخلاص شعبها من آلهتها الوهمية و تجبرها و كبرياءها الزائفين.و قد تحقق الكثير من عمل الرب فيها و معها للشفاء.منذ هروبه إلى مصر محمولاَ على اذرع السحابة النورانية مع يوسف البار .السحابة هى العذراء مريم التى بظهورها المتكرر جلبت معها الشفاء من إبنها الرب يسوع.