توصلت دراسة حديثة إلى سبب محتمل لما يعرف باسم "موت الرضع المفاجئ"، في مساع لتفسير الوفاة غير المفهومة لآلاف الصغار سنويا في الولايات المتحدة.
وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يموت حوالي 3400 طفل بسبب متلازمة "موت الرضع المفاجئ" (SIDS) كل عام في أنحاء الولايات المتحدة، بينما لا يزال العلماء يبحثون عن أسبابها.
والآن تشير دراسة بقيادة باحثين في مستشفى بوسطن للأطفال وكلية الطب بجامعة هارفارد، إلى أن بعض الوفيات غير مفهومة الأسباب قد تكون ناجمة عن خلل في النخاع المستطيل، الذي يربط جذع الدماغ والحبل الشوكي.
ونُشرت الدراسة في مجلة "نيوروباثولوجي آند إكسبرمنتال نيورولوجي"، وسلطت عليها الضوء شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة روبن هاينز، وهي مساعدة رئيسية في كلية الطب بجامعة هارفارد: "وجدنا خللا في مستقبِل معين بالنخاع المستطيل، وهو جزء أسفل الدماغ ينظم الوظائف اللاإرادية، ومنها عمل الجهاز التنفسي"، لدى فحص جثامين رضع توفوا بهذه المتلازمة.
وأوضحت الطبيبة أنه "عندما لا يحصل الطفل على ما يكفي من الأكسجين، فإن هذه المستقبِلات تحفز غريزة الطفل الطبيعية للتنفس من أجل الهواء، لكن عند وجود خلل في هذا المستقبِل فلا يُسمح له بالعمل بشكل صحيح، وبالتالي لا يرسل الإشارة إلى الطفل للتنفس".
وتابعت: "هذا يعرضهم لخطر أكبر في ظروف النوم غير الآمن، على سبيل المثال عندما تكون مستويات الأكسجين حول مجرى الهواء للرضيع أقل من المعتاد، في حالة النوم بوضع خاطئ أو مشاركة عدد من الأشخاص سريرا واحدا".
وحلل الباحثون أنسجة المخ لدى جثامين 70 رضيعا، وتبين أن جميع الأطفال الـ58 الذين ماتوا بسبب متلازمة موت الرضع المفاجئ لديهم خلل في هذه المستقبِلات.
وللأسف، تقول هاينز إنه لا توجد حاليا طريقة لتحديد الرضع المعرضين لخطر الإصابة بهذه المتلازمة، حيث "يبدو الصغار بصحة جيدة حتى لحظة الموت غير المسبب".
وقالت: "الخلل في نظام الناقل العصبي هذا لا يمكن اكتشافه في رضع على قيد الحياة، لهذا السبب من المهم جدا اتباع ممارسات النوم الآمن في جميع الأوقات".